الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ٢ - الصفحة ١١٢٣
علامات قيام القائم ومدة أيام ظهوره (عليه السلام) قد جاءت الأخبار (1) بذكر علامات لزمان قيام القائم المهدي وحوادث تكون أمام قيامه وآيات (2) ودلالات فمنها (3) خروج السفياني (4)، وقتل
(١) في (أ): الآثار.
(٢) في (أ): وأمارات.
(٣) في (أ): منها.
(٤) من العلامات الحتمية والقطعية لظهور الإمام عجل الله فرجه خروج السفياني والتي نصت الأخبار والمصادر عليه أنه من نسل خالد بن يزيد حفيد أبي سفيان كما جاء في عقد الدرر: ح ١٢٢ باب ٤.
وهو من أقسى البشر قلبا وجرائمه تقشعر منها النفوس بل الجلود وتفزع منها القلوب، ولا يعرف معنى للعاطفة والرحمة، وهو أكثر الناس جناية وجريمة وجرأة على الله، فهو سفاك للدماء قتال للبشر هتاك للأعراض، وقلبه هو وأصحابه ممتلئة حقدا وحسدا وبغضا وغيظا وعداوة لآل الرسول (صلى الله عليه وآله) وهاهي خطبة البيان لأمير البيان علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول فيها:... ألا، يا ويل لكم فإنكم هذه... وما يحل بها من السفياني في ذلك الزمان... فياويل لكم فإنكم من نزوله بداركم يملك حريمكم، ويذبح أطفالكم، ويهتك نساءكم، عمره طويل، وشره غزير، ورجاله ضراغمة....
إذا " خروج السفياني من المحتوم " كما يقول الباقر (عليه السلام) في الغيبة للطوسي: ٢٧٠، وكما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): عشر قبل الساعة لابد منها: السفياني... الحديث، وأخرج الصدوق في كمال الدين: ٢٦٧ مثله. وفي خبر آخر إن أمر السفياني من المحتوم. وفي آخر: قبل قيام القائم خمس علامات محتومات: اليماني والسفياني... الحديث، وأخرج النعماني في غيبته: ١٣٣ مثله، و: ١٣٩ بلفظ " هلاك العباسي وخروج السفياني ". وفي البيان الذي ختمت به الغيبة الصغرى وهو ما أخرجه السمري عن الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف يقول فيه كما جاء في الاحتجاج: ٢ / ٧ " فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر ".
وأما اسمه فكما قلنا آنفا أنه من نسل خالد بن يزيد حفيد أبي سفيان، ولكن له اسم آخر يذكره أمير المؤمنين (عليه السلام) كما نقله الشيخ لطف الله الصافي في منتخب الأثر: ٤٥٧ قال (عليه السلام): يخرج ابن آكلة الأكباد عن الوادي اليابس - إلى أن قال: - اسمه عثمان وقيل حرب وأبوه عنبسة بن مرة بن سلمة بن يزيد بن عثمان بن خالد بن يزيد بن معاوية وهو من ولد أبي سفيان.
وأخرج الشيخ في الغيبة: ٢٧٠ عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس، وهو من ولد عنبسة بن أبي سفيان.
وانظر منتخب الأثر: ٤٥٤ و ٤٥٨، نوائب الدهور في علائم الظهور للمير جهاني الطباطبائي، بحار الأنوار: ٥٢ / ٢٠٥، والعرف الوردي للسيوطي الشافعي: ٢ / ٧٥ و ٦٨، مستدرك الحاكم: ٤ / ٤٦٨، كتاب الفتن لنعيم بن حماد: باب علامات المهدي، كنز العمال: ٦ / ٦٨، و: ٧ / ١٨٢، صحيح مسلم:
٢ / ٤٩٣، مجمع الزوائد للهيثمي: ٧ / ٣١٤، انظر مشارق أنوار اليقينلرجب البرسي: ١٠٢، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: ٤١٤، المهدي الموعود المنتظر: ٢ / ٩٧ - ١٠٠، الملاحم والفتن لابن طاووس: ١ / ١٠٠.
وقد يخطر بالذهن اتحاد شخصيتي الدجال والسفياني في رجل واحد كما يقول السيد محمد الصدر في كتابه تاريخ الغيبة الكبرى: 629، لكن الفروق بينهما واضحة كما في: 630 منه حيث يقول: إن الدجال يفترض فيه طول العمر دون السفياني، والدجال يدعى بابن صائد، والسفياني يدعى بعثمان بن عنبسة، والسفياني من أولاد أبي سفيان دون الدجال، والدجال يدعي الربوبية دون السفياني، والدجال كافر، والسفياني لا يوجد نص على كفره إن لم يكن مسلما ظاهرا، والدجال يملك كل قرية ويهبط كل وادي ما عدا مكة والمدينة وحركته أوسع من السفياني، والدجال أعور العينين، والسفياني ذو عينين سليمتين... بتصرف.