وتؤمن بما عندنا من التوراة وتشهد أنها من الله حق قال بلى ولكنكم أحدثتم وجحدتم ما فيها مما أخذ عليكم من الميثاق وكتمتم منها ما أمرتم ان تبينوه للناس فبرئت من احداثكم قالوا فانا نأخذ بما في أيدينا فانا على الهدى والحق ولا نؤمن بك ولا نتبعك فأنزل الله تعالى (قل يا أهل الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم) الآية. وكان رفاعة بن زيد بن التابوت وسويد بن الحارث قد أظهرا الاسلام ونافقا فكان رجال من المسلمين يوادونهما فأنزل الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزؤا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء) إلى قوله (والله أعلم بما كانوا يكتمون). وقال جبل بن أبي قيشير وشمويل بن زيد يا محمد متى الساعة إن كنت نبيا فأنزل الله (يسئلونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربى) الآية وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم سلام بن مشكم ونعمان بن أوفى ومحمود ابن دحية في نفر منهم فقالوا له كيف نتبعك وقد تركت قبلتنا وأنت لا تزعم أن عزيرا ابن الله فأنزل الله (وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم) الآية. وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم محمود ابن سيحان وعزير بن أبي عزير في جماعة منهم فقالوا إنا لا نرى ما جئت به متسقا كما تتسق التوراة أما يعلمك هذا إنس ولا جن فقال لهم أما والله انكم لتعلمون أنه من عند الله وأنى رسول الله تجدون ذلك مكتوبا عندكم في التوراة قالوا فان الله يصنع لرسوله إذا بعثه ما يشاء فأنزل علينا كتابا من السماء نقرؤه ونعرفه وإلا جئناك بمثل ما تأتى به فأنزل الله (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا) وقال قوم منهم لعبد الله بن سلام حين أسلم ما تكون النبوة في العرب ولكن صاحبك ملك منقول ثم جاءوا فسألوه عن ذي القرنين فقص عليهم ما جاءه من الله فيه مما كان قص على قريش
(٢٨٨)