(ترجمة المؤلف) قال ابن العماد في كتابه " شذرات الذهب في أخبار من ذهب ج 6 ص 108 ": وفيها " أي سنة 734 " توفى فتح الدين أبو الفتح محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الله بن محمد بن يحيى بن سيد الناس الشافعي الامام الحافظ اليعمري الأندلسي الإشبيلي المصري المعروف بابن سيد الناس. قال ابن قاضى شهبة:
ولد في ذي القعدة - وقيل في ذي الحجة - سنة إحدى وسبعين وستمائة بالقاهرة، وسمع الكثير من الجم الغفير، وتفقه على مذهب الشافعي، وأخذ علم الحديث عن والده وابن دقيق العيد، ولازمه سنين كثيرة وتخرج عليه وقرأ عليه أصول الفقه، وقرأ النحو على ابن النحاس، وولى دار الحديث بجامع الصالح، وخطب بجامع الخندق. وصنف كتبا نفيسة: منها السيرة الكبرى سماها (عيون الأثر) في مجلدين، واختصره في كراريس وسماه نور العيون، وشرح قطعة من كتاب الترمذي إلى كتاب الصلاة في مجلدين، وصنف في منع بيع أمهات الأولاد مجلدا ضخما يدل على علم كثير.
وذكره الذهبي في معجمه المختص وقال: أحد أئمة هذا الشأن كتب بخطه المليح كثيرا، وخرج وصنف وصحح وعلل وفرع وأصل وقال الشعر البديع، وكان حلو النادرة حسن المحاضرة جالسته وسمعت قراءته وأجاز لي مروياته....
وقال ابن كثير: اشتغل بالعلم فبرع وساد أقرانه في علوم شتى من الحديث والفقه والنحو وعلم السير والتاريخ وغير ذلك، وقد جمع سيرة حسنة في مجلدين.