إلى الاسلام أتريد منا يا محمد أن نعبدك كما تعبد النصارى عيسى بن مريم وقال رجل من نصارى نجران مثله؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ الله أن يعبد غير الله فأنزل الله تعالى (ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله) الآية. ثم ذكر ما أخذ عليهم من الميثاق بتصديقه فقال (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيناكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه) إلى آخر القصة. ومر شاس بن قيس وكان شيخا قد عسا (1) عظيم الكفر شديد الطعن على المسلمين شديد الحسد لهم على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأوس والخزرج يتحدثون فغاظه ما رأى من إلفتهم وجماعتهم بعد ما كان بينهم من العداوة فقال قد اجتمع ملا بنى قيلة بهذه البلاد لا والله مالنا معهم إذا اجتمعوا من قرار فأمر فتى شابا من يهود كان معهم فقال اعمد إليهم فاجلس معهم ثم أذكر يوم بغاث وما كان فيه وأنشدهم بعض ما كانوا يتقاولون فيه من الاشعار ففعل فتكلم القوم عند ذلك وتنازعوا حتى تواثب رجلان على الركب أوس بن قيظي من الأوس وجبار بن صخر من الخزرج فتقاولا ثم قال أحدهما لصاحبه إن شئتم رددتها الآن جذعة وغضب الفريقان جميعا وقالوا قد فعلنا موعدكم الظاهرة - والظاهرة الحرة - السلاح السلاح فخرجوا وبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين من أصحابه حتى جاءهم فقال يا معشر المسلمين الله الله أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم الله إلى الاسلام وأكرمكم به وقطع به عنكم أمر الجاهلية واستنقذكم من الكفر وألف به بينكم فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان وكيد من عدوهم فبكوا وعانق الرجال من الأوس الرجال من الخزرج ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله في شاس بن
(٢٨٤)