عليه وسلم حتى أتى بيت المدراس فقال لهم أخرجوا إلى علماءكم فأخرجوا له عبد الله ابن صوريا فخلا به يناشده هل تعلم أن الله حكم فيمن زنى بعد إحصانه بالرجم في التوراة قال اللهم نعم أما والله يا أبا القاسم انهم ليعرفون أنك نبي مرسل ولكنهم يحسدونك قال فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بهما فرجما عند باب مسجده ثم جحد ابن صوريا بعد ذلك نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله (يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم) الآية. وفى بعض طرق هذا الحديث أن حبرا منهم جلس يتلو التوراة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع يده على آية الرجم فضرب عبد الله بن سلام يده وقال هذه آية الرجم أبى أن يتلوها عليك. الحديث. وقال كعب بن أسد وابن صلوبا وابن صوريا وشاس بن قيس بعضهم لبعض اذهبوا بنا إلى محمد لعلنا نفتنه عن دينه فإنما هو بشر فأتوه فقالوا قد عرفت أنا أحبار يهود وأشرافهم وأنا إن أتبعناك اتبعك يهود ولم يخالفونا وان بيننا وبين بعض قومنا خصومة فنحاكمهم إليك فتقضى لنا عليهم ونؤمن بك ونصدقك فأبى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله (وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم) إلى قوله (ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة منهم فسألوه عمن يؤمن به من الرسل فقال (نؤمن بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل واسحق ويعقوب والأسباط وما أوتى موسى وعيسى وما أوتى النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون) فلما ذكر عيسى جحدوا نبوته وقالوا لا نؤمن بعيسى ولا نؤمن بمن آمن به فأنزل الله (يا أهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل وان أكثركم فاسقون) وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رافع بن حارثة وسلام بن مشكم ومالك ابن الصيف ورافع بن حريملة فقالوا يا محمد ألست تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه
(٢٨٧)