ومن هذا الباب خبر سوداء بنت زهرة بن كلاب وذلك انها حين ولدت ورآها أبوها زرقاء سيماء أمر بوأدها وكانوا يئدون من البنات ما كانت على هذه الصفة فأرسلها إلى الحجون لتدفن هناك فلما حفر لها الحافر وأراد دفنها سمع هاتفا يقول لا تئد الصبية وخلها في البرية فالتفت فلم ير شيئا فعاد لدفنها فسمع الهاتف يسجع بسجع آخر في المعنى فرجع إلى أبيها وأخبره بما سمع فقال إن لها لشأنا وتركها فكانت كاهنة قريش فقالت يوما لبنى زهرة ان فيكم نذيرة أو تلد نذيرا فاعرضوا على بناتكم فعرضن عليها فقالت في كل واحدة منهن قولا ظهر بعد حين حتى عرضت عليها آمنة بنت وهب فقالت هذه النذيرة أو ستلد نذيرا. وهو خبر طويل ذكر الزبير يسيرا منه. وذكره بطوله أبو بكر النقاش.
(خبر مازن بن الغضوبة) أخبرنا علي بن محمد التغلبي قال أنا محمد بن غسان بن غافل وغيره قالا أنا علي بن الحسن الدمشقي قال أنا الشيخان أبو القاسم زاهر وأبو بكر وجيه ابنا طاهر بن محمد الشحاميان بنيسابور قالا أنا أبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري قال أنا أبو محمد الحسن ابن أحمد المخلدي قال أنا أبو عمران موسى بن العباس الجويني ثنا علي بن حرب ثنا المنذر هشام بن محمد بن السائب عن أبيه عن عبد الله العماني عن مازن بن الغضوبة قال كنت أسدن صنما بسمال قرية بعمان فعترنا ذات يوم عنده عتيرة وهى الذبيحة فسمعنا صوتا من الصنم يقول:
يا مازن إسمع تسر * ظهر خير وبطن شر * بعث نبي من مضر بدين الله الكبر * فدع نحيتا من حجر * تسلم من حر سقر