ينكر عليه تتبعه غزوات النبي صلى الله عليه وسلم من أولاد اليهود الذين أسلموا وحفظوا قصة خيبر وقريظة والنضير وما أشبه ذلك من الغرائب عن أسلافهم.
وكان بن إسحاق يتتبع ذلك عنهم ليعلم ذلك من غير أن يحتج بهم وكان مالك لا يرى الرواية إلا عن متقن صدوق. قلت ليس ابن إسحاق أبا عذرة هذا القول في نسب مالك فقد حكى شئ من ذلك عن الزهري وغيره، والرجل أعلم بنسبه وتأبى له عدالته وامامته ان يخالف قوله علمه، وأما قول ابن إسحاق أنا جهبذها فقد أتى أمرا إمرا وارتقى مرتقى وعرا ولم يدر ما هنالك من زعم أنه في الاتقان كمالك وقد ألقته آماله في المهالك من انفه في الثرى وهو يطاول النجوم الشوابك.
وأما الواقدي فهو محمد بن عمر بن واقد أبو عبد الله المديني سمع ابن أبي ذئب ومعمر بن زاشد ومالك بن أنس ومحمد بن عبد الله ابن أخي الزهري ومحمد بن عجلان وربيعة بن عثمان وابن جريج وأسامة بن زين وعبد الحميد بن جعفر والثوري وأبا معشر وجماعة، روى عنه كاتبه محمد بن سعد وأبو حسان الزيادي ومحمد بن إسحاق الصاغاني وأحمد بن الخليل البرجلاني و عبد الله بن الحسين الهاشمي وأحمد بن عبيد بن ناصح ومحمد بن شجاع الثلجي والحرث بن أبي أسامة وغيرهم. ذكره الخطيب أبو بكر وقال هو ممن طبق شرق الأرض وغربها ذكره ولم يخف على أحد عرف أخبار الناس أمره وسارت الركبان بكتبه في فنون العلم من المغازي والسير والطبقات وأخبار النبي صلى الله عليه وسلم والاحداث التي كانت في وقته وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم وكتب الفقه واختلاف الناس في الحديث وغير ذلك وكان جوادا كريما مشهورا بالسخاء، وقال ابن سعد: محمد بن عمر بن واقد أبو عبد الله مولى عبد الله بن بريدة الأسلمي كان من أهل المدينة قدم بغداد في سنة ثمانين ومائة في دين لحقه فلم يزل بها وخرج إلى الشام والرقة ثم رجع إلى بغداد فلم يزل بها إلى أن قدم المأمون من خراسان فولاه القضاء بعسكر المهدى فلم يزل قاضيا