(فصل) قال الحافظ أبو عمر بن عبد البر رحمه الله فلما أوقع الله بالمشركين يوم بدر واستأصل وجوههم قالوا إن ثأرنا بأرض الحبشة فلنرسل إلى ملكها يدفع إلينا من عنده من اتباع محمد فلنقتلهم بمن قتل منا ببدر. قال أخبرنا عبد الله بن محمد فثنا محمد بن بكر فثنا أبو داود فثنا ابن السرج فثنا ابن وهب قال اخبرني يونس عن ابن شهاب قال بلغني ان مخرج عمرو بن العاص وابن أبى ربيعة إلى ارض الحبشة فيمن كان بأرضهم من المسلمين كان بعد وقعة بدر فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم مخرجهما بعث عمرو بن أمية من المدينة إلى النجاشي بكتاب.
قلت وقد تقدم القول عند ذكر الهجرة إلى ارض الحبشة ان توجه عمرو بكتابي رسول الله صلى الله عليه وسلم في المحرم سنة سبع يدعوه في أحدهما إلى الاسلام والثاني في تزويجه عليه السلام أم حبيبة وقيل في شهر ربيع الأول منها وقيل في سنة ست حكاه أبو عمر عن الواقدي. واما عمرو بن أمية فشهد بدرا وأحدا مع المشركين واسلم بعد ذلك وكان أول مشهد شهده بئر معونة فأسرته بنو عامر يومئذ فقال له عامر بن الطفيل انه كان على أمي نسمة فاذهب فأنت حر عنها وجز ناصيته وبعثه أيضا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبى سفيان بن حرب بهدية إلى مكة، وسيأتى ذكر كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي مع عمرو عند ذكر كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى الملوك في وضعه من هذا الكتاب إن شاء الله، وهذا الفصل ذكره أبو عمر في هذا الموضع من كتابه في المغازي وفيه نظر. (1)