أعدتهما للخروج فأعطى النبي صلى الله عليه وسلم إحداهما وهى الجدعاء فركبها فانطلقا حتى أتيا الغار وهو بثور فتواريا فيه وكان عامر بن فهيرة غلاما لعبدة بن الطفيل وهو أخو عائشة لامها وكانت لأبي بكر منحة (1) فكان يروح بها ويغدو عليها ويصبح فيدلج إليهم ثم يسرح ولا يفطن له أحد من الرعاء فلما خرجا خرج معهما يعقبانه حتى قدم المدينة فقتل عامر بن فهيرة يوم بئر معونة.
(حديث الغار) قرأت على أبى الفتح الشيباني بدمشق أخبركم الحسن بن علي بن الحسين بن الحسن بن محمد بن البن الأسدي قراءة عليه وأنت تسمع قال انا جدي قال انا أبو القاسم بن أبي العلاء قال انا ابن أبي النصر قال انا خيثمة ثنا عبد الله بن أحمد الدورقي ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا عوف بن عمرو القيسي أخو رياح القيسي ثنا أبو مصعب المكي قال أدركت أنس بن مالك وزيد بن أرقم والمغيرة ابن شعبة فسمعتهم يتحدثون أن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الغار أمر الله شجرة فنبتت في وجه النبي صلى الله عليه وسلم فسترته وأمر الله حمامتين وحشيتين فوقفتا بفم الغار وأقبل فتيان قريش من كل بطن بعصيهم وهراويهم وسيوفهم حتى إذا كانوا من النبي صلى الله عليه وسلم على أربعين ذراعا تعجل بعضهم ينظر في الغار فلم ير إلا حمامتين وحشيتين بفم الغار فرجع إلى أصحابه فقالوا له مالك قد رأيت حمامتين وحشيتين فعرفت انه ليس فيه أحد فسمع النبي صلى الله عليه وسلم ما قال فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل قد درأ عنه.