محمدا قد عرض لها في أصحابه فخرج ضمضم بن عمرو سريعا إلى مكة. وقال ابن سعد فخرج المشركون من أهل مكة سراعا ومعهم القيان والدفوف واقبل أبو سفيان بن حرب بالعير وقد خافوا خوفا شديدا حين دنوا من المدينة واستبطئوا ضمضما والنفير حتى وردوا بدرا وهو خائف فقال لمجدي بن عمرو هل أحسست أحدا من عيون محمد. قال ابن إسحاق فأخبرني من لا أتهم عن عكرمة عن ابن عباس ويزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قالا وقد رأت عاتكة بنت عبد المطلب فقالت له يا اخى والله لقد رأيت الليلة رؤيا لقد أفظعتني وتخوفت ان يدخل على قومك منها شر ومصيبة فاكتم عنى ما أحدثك فقال لها وما رأيت قالت رأيت راكبا اقبل على بعير له حتى وقف بالأبطح ثم صرخ بأعلى صوته ألا انفروا يا آل غدر (1) لمصارعكم في ثلاث فأرى الناس اجتمعوا إليه ثم دخل المسجد والناس يتبعونه فبينا هم حوله مثل به بعيره على ظهر الكعبة ثم صرخ بمثلها ألا انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث ثم مثل به بعيره على رأس أبى قبيس فصرخ بمثلها ثم اخذ صخرة فأرسلها فأقبلت تهوى حتى إذا كانت بأسفل الجبل ارفضت فما بقى بيت من بيوت مكة ولا دار الا دخلتها منه فلقة، قال العباس والله ان هذا لرؤيا وأنت فاكتميها ولا تذكريها ثم خرج العباس فلقى الوليد بن عتبة ابن ربيعة وكان صديقا له فذكرها له واستكتمه إياها فذكرها الوليد لأبيه عتبة ففشا الحديث حتى تحدثت به قريش، قال العباس فغدوت لأطوف بالبيت وأبو جهل بن هشام في رهط من قريش قعود يتحدثون برؤيا عاتكة فلما رآني أبو جهل قال يا أبا الفضل إذا فرغت من طوافك فأقبل إلينا فلما فرغت أقبلت حتى
(٣٢٢)