قيس (قل يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا) الآية. وفى أوس وجبار (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين) إلى قوله (أولئك لهم عذاب عظيم) وكان رجال من المسلمين يواصلون رجالا من يهود لما كان بينهم من الجوار فأنزل الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا) إلى (عليم بذات الصدور) ودخل أبو بكر بيت المدراس فقال لفنحاص اتق الله وأسلم والله إنك لتعلم أن محمدا لرسول الله فقال والله يا أبا بكر ما بنا إلى الله من فقر وإنه إلينا لفقير فغضب أبو بكر وضرب وجه فنحاص ضربا شديدا وقال لولا العهد الذي بيننا وبينك لضربت عنقك فشكاه فنحاص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له أبو بكر ما كان منه فأنكر قوله ذلك فأنزل الله تعالى (لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء) الآية. وأنزل في أبى بكر (ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا) الآية. وكان كردم ابن قيس وأسامة بن حبيب في نفر من يهود يأتون رجالا من الأنصار يتنصحون لهم فيقولون لهم لا تنفقوا أموالكم فانا نخشى عليكم الفقر فأنزل الله فيهم (الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله - أي التوراة التي فيها تصديق ما جاء محمد - وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا) وكان رفاعة ابن زيد بن التابوت من عظماء يهود إذا كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم لوى لسانه وقال أرعنا سمعك يا محمد حتى نفهمك ثم طعن في الاسلام وعابه فأنزل الله فيه (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل) إلى (ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا) وكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤساء من أحبار يهود منهم عبد الله بن صوريا الأعور وكعب ابن أسد فقال لهم يا معشر يهود اتقوا الله وأسلموا فوالله إنكم لتعلمون أن الذي
(٢٨٥)