عن بعض ما في التوراة فكتموهم إياه فأنزل الله (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى) الآية. ودعا عليه السلام اليهود إلى الاسلام فقال له رافع ومالك بن عوف بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا فأنزل الله (وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا) ولما أصاب الله قريشا يوم بدر جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود في سوق بنى قينقاع حين قدم المدينة فقال يا معشر يهود أسلموا قبل أن يصيبكم الله بمثل ما أصاب به قريشا قالوا له يا محمد لا يغرنك من نفسك أنك قتلت نفرا من قريش كانوا أغمارا لا يعرفون القتال إنك والله لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس وانك لم تلق مثلنا وأنزل الله (قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد) الآية والتي بعدها. ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت المدارس على جماعتهم من يهود فدعاهم إلى الله فقال له النعمان بن عمرو والحارث بن زيد وعلى أي دين أنت يا محمد قال على ملة إبراهيم ودينه قالا فان إبراهيم كان يهوديا فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فهلم إلى التوراة فهي بيننا وبينكم فأبيا عليه فأنزل الله (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون) الآية والتي تليها. وقال أحبار يهود ما كان إبراهيم إلا يهوديا وقالت نصارى نجران ما كان إلا نصرانيا فأنزل الله (يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم) الآيات إلى (والله ولى المؤمنين). وقال عبد الله بن صيف وعدى بن زيد والحرث بن عوف بعضهم لبعض تعالوا نؤمن بما أنزل الله على محمد غدوة ونكفر به عشية حتى نلبس عليهم دينهم لعلهم يصنعون كما نصنع فيرجعون عن دينهم فأنزل الله (يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون) إلى قوله (والله واسع عليم) وقال أبو نافع القرظي حين اجتمعت الأحبار من يهود والنصارى من أهل نجران عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاهم
(٢٨٣)