جئتكم به لحق قالوا ما نعرف ذلك فأنزل الله (يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا) وقال سكين بن عدي بن زيد يا محمد ما نعلم أن الله أنزل على بشر من شئ بعد موسى فأنزل الله تعالى (إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده) إلى قوله (وكان الله عزيزا حكيما) ودخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة منهم فقال لهم أما والله إنكم لتعلمون أنى رسول الله قالوا ما نعلمه وما نشهد عليه فأنزل الله تعالى (لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا) وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم نعمان بن أضا وبحري بن عمرو وشاس بن عدي فكلموه وكلمهم ودعاهم إلى الله وحذرهم نقمته فقالوا ما تخوفنا يا محمد نحن أبناء الله وأحباؤه كقول النصارى فأنزل الله تعالى فيهم (وقالت اليهود والنصارى نحن أب ناء الله وأحباؤه) الآية. ودعاهم إلى الاسلام مرة وحذرهم عقوبة الله فأبوا عليه فقال لهم معاذ بن جبل وسعد بن عبادة وعقبة بن وهب يا معشر يهود اتقوا الله فوالله إنكم لتعلمون انه رسول الله ولقد كنتم تذكرونه لنا قبل مبعثه وتصفونه بصفته، فقال رافع بن حريملة ووهب بن يهوذا ما قلنا لكم هذا وما أنزل الله من كتاب بعد موسى وما أرسل بشيرا ولا نذيرا بعده فأنزل الله وذلك في قولهما (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير) الآية. واجتمع أحبارهم في بيت المدراس فأتوا برجل وامرأة زنيا بعد إحصانهما فقالوا حكموا فيهما محمدا فان حكم فيهما بحكمكم من التجبية وهو الجلد بحبل من ليف يطلى بقار ثم نسود وجوههما ثم يحملان على حمارين وجوهما من قبل أدبار الحمارين فإنما هو ملك فان حكم فيهما بالرجم فهو نبي فاحذروه على ما في أيديكم أن يسلبكموه ففعلوا، فمشى رسول الله صلى الله
(٢٨٦)