فإنه يحرم الزنا فقال الأعشى والله إن ذلك لأمر مالي فيه من أرب فقال يا أبا بصير فإنه يحرم الخمر قال الأعشى اما هذه فوالله ان في النفس لعلالات منها ولكني منصرف فأرتوي منها عامي هذا ثم آتيه فأسلم فانصرف فمات في عامه ذلك ولم يعد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قوله " لا آوى لها من كلالة " أي لا أرق. وفى هذه الأبيات عن غير ابن هشام بعد قوله * أغار لعمري في البلاد وأنجدا (1):
به أنقذ الله الأنام من العمى * وما كان فيهم من يريع إلى هدى وقوله فلما كان بمكة وهم ظاهر لان تحريم الخمر إنما كان بعد أحد وفى الأبيات:
* فان لها في أهل يثرب موعدا * وهو أيضا مما يبين ذلك والله أعلم.
(خبر الطفيل بن عمرو الدوسي) روينا عن محمد بن سعد قال انا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن عبد الواحد بن أبي عون الدوسي وكان له حلف في قريش قال كان الطفيل شريفا شاعرا نبيلا كثير الضيافة فقدم مكة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بها فمشى إليه رجال من قريش فقالوا يا طفيل إنك قدمت بلادنا وهذا الرجل الذي بين أظهرنا قد أعضل بنا وفرق جماعتنا وشتت أمرنا وإنما قوله كالسحر يفرق بين الرجل وأبيه وبين الرجل وأخيه قال فوالله ما زالوا بي حتى أجمعت أن لا اسمع منه شيئا ولا أكلمه فأبى الله إلا أن يسمعني بعض قوله فمكثت حتى انصرف إلى بيته فقلت يا محمد إن قومك قالوا لي كذا وكذا حتى سددت أذني بكرسف (2) لئلا اسمع قولك فاعرض على أمرك فعرض عليه السلام وتلا عليه القرآن فقال لا