ابن سويد وكان ممن تخلف عن غزوة تبوك وقال لئن كان هذا الرجل صادقا لنحن شر من الحمر فرفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمير بن سعد وكان في حجر جلاس خلف على أمه فقال له عمير والله يا جلاس إنك لأحب الناس إلى وأحسنهم عندي يدا ولقد قلت مقالة لئن رفعتها عنك لأفضحنك عنها ولئن صمت عنها ليهلكن ديني ولإحداهما أيسر على من الأخرى، ثم مشى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له ما قال جلاس فحلف جلاس بالله لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقد كذب على عمير وما قلت ما قال فأنزل الله تعالى (يستحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم) إلى قوله (وما لهم في الأرض من ولى ولا نصير) فزعموا أنه تاب فحسنت توبته. وزاد ابن سعد في هذا الخبر: فقال يعنى جلاسا قد قلته وقد عرض الله على التوبة فأنا أتوب فقبل ذلك منه، وكان له قتيل في الاسلام فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه ديته فاستغنى بذلك. قال وكان قد هم أن يلحق بالمشركين قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للغلام وفت أذنك.
وقال الواقدي ولم ينزع الجلاس عن خير كان يصنعه إلى عمير فكان ذلك مما عرفت به توبته، وأخوه الحارث هو الذي قتل المجذر بن ذياد البلوى يوم أحد بأبيه سويد بن الصامت فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب بقتل الحارث إن ظفر به ففاته فكان بمكة ثم بعث إلى أخيه الجلاس يطلب التوبة فأنزل الله فيه فيما بلغني عن ابن عباس (كيف يهدى الله قوما كفروا بعد إيمانهم) إلى آخر القصة. وقال الواقدي إن الحارث أتى مسلما بعد الفتح وكان قد ارتد ولحق بالمشركين فقتله النبي صلى الله عليه وسلم بالمجذر، ومن بنى ضبيعة بن زيد بجاد بن عثمان ونبتل بن الحرث وهو الذي قال إنما محمد أذن من حدثه شيئا صدقه فأنزل الله فيه (ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن) وأبو حبيبة بن الأزعر وكان ممن بنى مسجد الضرار وثعلبة بن حاطب ومعتب بن قشير وهما اللذان عاهدا