كان لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ثم خرج فقال يا أمير المؤمنين بقيت لي حاجة فقال ما هي قال علي بن أبي طالب قد عرفت فضله وسابقته وقرابته وقد كفاكه الموت أحب أن لا يشتم على منابركم قال هيهات يا ابن عباس هذا أمر دين أليس أليس وفعل وفعل فعدد ما بينه وبين على كرم الله وجهه فقال ابن عباس أولى لك يا معاوية والموعد القيامة ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون وتوجه إلى المدينة.
قلت أولى لك قال الجوهري تهديد ووعيد وقال الأصمعي أي قاربه ما يهلكه أي نزل به قال ثعلب لم يقل أحد في أولى أحسن مما قال الأصمعي.
فأما إقدام معاوية وطغيانه واستمراره على ما سول له شيطانه وإعلانه على رؤوس الأشهاد بما نطق به لسانه وجعله سب أمير المؤمنين عليه السلام من أمور الدين فاغرا بذلك فاه بين المسلمين منتهكا بذلك ما وجب له عليه السلام من الحرمة غير مراقب في ذلك إلا ولا ذمة خارجا على الإمام واثبا على الأمة فمما يقضى منه العجب لفرط تمرده وتتحير الخواطر من جريه في حلبات عصيانه في أمسه ويومه وغده وتذهل الألباب من ادعائه الإسلام مع جناية يده وإن كان قد جعله سترا دون أفعاله ووقاية لجاهه وماله ونظرا لدنياه مع غفلة عن ماله نعوذ بالله من الفتنة في الأديان والتورط في حبالات الشيطان وحدث الزبير عن رجاله عن ابن عباس أن معاوية أقبل عليه وعلى بنى هاشم فقال إنكم تريدون أن تستحقوا الخلافة كما استحققتم النبوة ولا يجتمعان لأحد حجتكم في الخلافة شبهة على الناس تقولون نحن أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فما بال خلافة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غيرنا وهذه شبهة لأنها تشبه الحق