فما رد القدر بحذاره وطلب حقن الدماء وإسكان الدهماء فأقره في قراره.
وكيف يجود الحسن عليه السلام على معاوية بشئ يصطلي الإسلام وأهله بناره أم كيف يرضى تأهيله لأمر قلبه معتقد لإنكاره أم كيف يظن أنه قارب بعض المقاربة وهو يسمع سب أبيه في ليله ونهاره أم كيف ينسب معاوية إلى الصدق وهو مستمر على غلوائه مقيم على إصراره أم كيف يتوهم فيه الايمان وهو وأبوه من المؤلفة قلوبهم فانظر في أخباره وهذه جمل تستند إلى تفصيل وقضايا واضحة الدليل وأحوال تفتقر إلى نظر وفكر طويل والله يهدى من يشاء إلى سواء السبيل.
عاد الكلام إلى تمام ما أورده كمال الدين رحمه الله قال زيادة فائدة لعل من وقف على هذا التنبيه والإيقاظ يود ان يحيط علما بما حمل الحسن عليه السلام على خلع لباس الخلافة عنه وإلباسه معاوية فرأيت أن أشير إلى ما ينيل نفسه مناها ويزيل عن فكرته ما عراها واذكر ما أورده الإمام محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله عن الحسن البصري رضي الله عنه وأسنده وأقصه حسب ما تلاه في صحيحه وسرده وفيه ما يكشف حجاب الارتياب ويسعف بمطلوب هذا الباب.
فقال قال الحسن البصري استقبل والله الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال فقال عمرو بن العاص لمعاوية إني لأرى كتائب لا تولى حتى تقتل أقرانها فقال له معاوية وكان والله خير الرجلين أي عمرو أرأيت أن قتل هؤلاء هؤلاء وهؤلاء هؤلاء من لي بأمور المسلمين من لي بنسائهم من لي بضيعتهم فبعث إليه رجلين من قريش من بنى عبد شمس عبد الرحمان