ولما له من حق السابقة إلى الاسلام والجهاد الذي ثل به عروش عباد الأصنام ولمواقفه التي ذب بها عن رسول الله وقد لاذ من لاذ بالانهزام ولمواساته له في اليقظة وبذل نفسه دونه في المنام ولموضع تربيته إياه وتفرسه فيه الاستعداد وما قارب سن الاحتلام وهذه الصفات تستند إلى نصوص لا شك فيها ولا لبس وكيف لا وقد خصه من تقريبه بما لم يزل يومه فيه مريبا على الأمس ورفعه في درج الاصطفاء منتقلا من الكوكب إلى القمر إلى الشمس ونبه على مكانة منه بلسان القرآن نائبا عنه فجعله بمنزلة النفس فعلا شرفه بذلك عن المحاولة وارتفعت سماؤه عن اللمس ومع هذه الشيم والخلال فقد استضافوا بفاطمة عليها السلام إلى مزاياهم مزايا وأنار بها شرفهم فأشرق اشراق المزايا وزادوا بها عزا أفادهم المرباع من المجد والصفايا وقضى لهم القدر بعلو القدر في كل القضايا ولبني فاطمة عليها السلام على إخوتهم من بنى على شرف إذا عدت مراتب الشرف ومكانة حصلوا منها في الرأس وإخوتهم في الطرف وجلالة ادرعوا برودها وعزة ارتضعوا برودها وعلاء بلغ السماء ذات البروج ومحل علا توقلوه فلم يطمع غيرهم في الارتقاء إليه والعروج فإنهم شاركوا بنى أبيهم في سؤدد الآباء وانفردوا بسؤدد الأمهات وقد أوضح الله ذلك فقال ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات فجمعوا بين مجدين تليد وطريف وضموا إلى علامة تعريفهم علامة تعريف وعدوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبا وجدا وارتدوا من نسبه من قبل أبيهم بردا ومن قبل أمهم بردا فأصبح كل منهم معلم لطرفين ظاهر الشرفين مترفعا عن الأمثال والأنظار متعاليا عن أعين النظار سابقا من يجاريه إلى المضمار وهذا مجال للقلم فيه سنح واجمال له ايضاح وشرح.
(٧٥)