ثم وقف فلحقته فقال: يا ابن عباس ما أظنهم منعهم منه إلا استصغروه، فقلت في نفسي: هذه والله شر من الأول، فقلت: والله ما استصغره الله حين أمره أن يأخذ سورة براءة من صاحبك قال: فأعرض عنى. والله ما استصغره الله حين أمره أن يأخذ سورة براءة من صاحبك قال فأعرض عنى.
قال علي بن عيسى عفا الله عنه قد ذكرت بهذا الحديث حديثا يشابهه نقلت من كتاب عز الدين عبد الحميد بن أبي الحديد في تفسير نهج البلاغة قال نقلت من كتاب تاريخ بغداد لأحمد بن أبي طاهر بسنده عن ابن عباس قال دخلت على عمر رضي الله عنه في أول خلافته وقد ألقى له صاع من تمر على خصفه فدعاني للأكل فأكلت تمرة واحدة وأقبل يأكل حتى أتى عليه ثم شرب من جر كان عنده واستلقى على مرفقة له وطفق يحمد الله يكرر ذلك ثم قال من أين جئت يا عبد الله قلت من المسجد قال كيف خلفت بنى عمك فظننته يعنى عبد الله بن جعفر فقلت خلفته يلعب مع أترابه قال لم أعن ذلك إنما عنيت عظيمكم أهل البيت قلت خلفته يمتح بالغرب على نخلات له وهو يقرء القرآن فقال يا عبد الله عليك دماء البدن ان كتمتنيها أبقى في نفسه شئ من أمر الخلافة قلت نعم قال أيزعم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جعلها له قلت نعم وأزيدك سألت أبي عما يدعيه قال صدق فقال عمر لقد كان من رسول الله في أمره ذرء من قول لا يثبت حجة ولا يقطع عذرا وقد كان يزيغ في أمره وقتا ما ولقد أراد في مرضه أن يصرح باسمه فمنعت من ذلك إشفاقا وحفيظة على الإسلام لا ورب هذه البنية لا تجتمع عليه قريش أبدا ولو وليها لانتقضت عليه العرب من أقطارها فعلم رسول الله إني علمت ما في نفسه فامسك وأبي الله إلا إمضاء ما حتم قلت يشير إلى اليوم الذي قال فيه آتوني بدواة وكتف الحديث فقال عمر رضي الله عنه إن الرجل ليهجر