فأما الخلافة فتنقلب في أحياء قريش برضى العامة وشورى الخاصة فلم يقل الناس ليت بنى هاشم ولونا ولو أن بنى هاشم ولونا لكان خيرا لنا في دنيانا وآخرتنا فلا هم حيث اجتمعوا على غيركم تمنوكم ولو زهدتم فيها أمس لم يقاتلوا عليها اليوم.
وأما ما زعمتم أن لكم ملكا هاشميا ومهديا قائما فالمهدي عيسى بن مريم عليه السلام وهذا الأمر في أيدينا حتى نسلمه إليه ولعمري لئن ملكتمونا ما رائحة عاد وصاعقة ثمود بأهلك اليوم منكم لنا ثم سكت.
فقال له عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أما قولك إنا نستحق الخلافة بالنبوة فنعم فإذا لم نستحقها بها فبم تستحقها؟.
وأما قولك إن النبوة والخلافة لا يجتمعان لأحد فأين قول الله تعالى:
(فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) فالكتاب النبوة والحكمة السنة والملك الخلافة ونحن آل إبراهيم أمر الله فينا وفيهم والسنة لنا ولهم جارية.
وأما قولك إن حجتنا مشتبهة فوالله لهي أضوأ من الشمس وأنور من نور القمر وانك لتعلم ذلك ولكن شئ عطفك وصعرك قتلنا أخاك وجدك وأخاه وخالك فلا تبك على أعظم حايلة وأرواح أهل النار ولا تغضبن لدماء أحلها الشرك ووضعها فأما ترك الناس أن يجتمعوا علينا فما حرموا منا أعظم مما حرمنا منهم وأما قولك إنا زعمنا أن لنا ملكا مهديا فالزعم في كتاب الله تعالى شرك قال تعالى زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا وكل يشهد أن لنا ملكا ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لبعث الله لأمره منا من يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما لا تملكون يوما واحدا إلا ملكنا يومين