رتبة ما لقبه به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله عنه وعن أخيه إنهما سيدا شباب أهل الجنة فيكون السيد أشرفها وكذلك السبط فإنه صح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال حسين سبط من الأسباط وسيأتي هذا الحديث في الفصل الخامس تلو هذا إن شاء الله تعالى.
قال ابن الخشاب رحمه الله يكنى بأبي عبد الله لقبه الرشيد والطيب والوفي والسيد والمبارك والتابع لمرضاة الله والدليل على ذات الله عز وجل والسبط الخامس في إمامته وما ورد في حقه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم قولا وفعلا أما إمامته عليه السلام فدليلها النص من أبيه وجده عليه السلام ووصية أخيه الحسن عليه السلام إليه فكانت إمامته بعد وفاة أخيه بما قدمناه ثابتة وطاعته لجميع الخلق لازمه وإن لم يدع إلى نفسه عليه السلام للتقية التي كان عليها والهدنة الحاصلة بينه وبين معاوية والتزم الوفاء بها وجرى في ذلك مجرى أبيه أمير المؤمنين وثبوت إمامته بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع الصموت وإمامة أخيه الحسن عليه السلام بعد الهدنة مع الكف والسكوت وكانوا في ذلك على سيرة نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو في الشعب محصور وعند خروجه مهاجرا من مكة فلما مات معاوية وانقضت مدة الهدنة التي كانت تمنع الحسين بن علي عليه السلام من الدعوة إلى نفسه أظهر أمره بحسب الإمكان وأبان عن حقه للجاهلين به حالا بحال إلى أن اجتمع له في الظاهر الأنصار فدعا عليه السلام إلى الجهاد وشمر للقتال وتوجه بولده وأهل بيته من حرم الله وحرم رسوله صلى الله عليه وآله وسلم نحو العراق