يعرفني طرفه وأعرفه * * بنعته واسمه وما فعلا وأنت عند الصراط تعرفني * * فلا تخف عثرة ولا زللا أسقيك من بارد على ظمأ * * تخاله في الحلاوة العسلا أقول للنار حين تعرض للعرض * * دعية لا تقربي الرجلا دعيه لا تقربيه إن له * * حبلا بحبل الوصي متصلا قلت: السيد الحميري (ره) كان كيسانيا يقول برجعة أبى القايم محمد ابن الحنفية عليه السلام، فلما عرفه الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام الحق والقول بمذهب الإمامية الاثني عشرية ترك ما كان عليه ورجع إلى الحق وقال به، وشعره رحمه الله في مذهبه مشهور لا حاجة إلى ذكره لاشتهاره، وكان نظاما للوقائع مجيدا، وهو كثير الشعر، ولا يوجد من شعره إلا القليل.
وروى أنه وجد حمال وهو يمشى بحمل ثقيل، فقيل: ما معك؟ قال:
ميميات السيد، وغلب هذا الاسم عليه فلم يكن علويا فأنه بطريق تسميته السيد يتوهم ذلك وعلى ذكره.
حدث الحسين بن عون قال: دخلت على السيد ابن محمد الحميري عائدا في علته التي مات فيها، فوجدته يساق به ووجدت عنه جماعة من جيرانه وكانوا عثمانية، وكان السيد جميل الوجه رحب الجبهة عريض ما بين السالفين فبدت في وجهه نكتة سوداء مثل النقطة من المداد ثم لم تزل تنمى وتزيد حتى طبقت وجهه بسوادها فاغتم لذلك من حضره من الشيعة وظهر من الناصبة سرور وشماتة، فلم يلبث بذلك إلا قليلا حتى بدت في ذلك المكان من وجهه لمعة بيضاء فلم تزل تزيد أيضا وتنمى حتى اصفر وجهه وأشرق وافتر السيد ضاحكا وقال:
كذب الزاعمون أن عليا * * لم ينجي محبه من هنات