وقام وقال أيها الذاكر عليا أنا الحسن وأبي على وأنت معاوية وأبوك صخر وأمي فاطمة وأمك هند وجدي رسول الله وجدك حرب وجدتي خديجة وجدتك فتيلة فلعن الله أخملنا ذكرا وألأمنا حسبا وشرنا قدما وأقدمنا كفرا ونفاقا فقال طوائف من أهل المسجد آمين آمين.
وخرج الحسن إلى المدينة كاظما غيظه منتظرا أمر ربه لازما منزله إلى أن تم لمعاوية عشر سنين من إمارته وأراد أخذ البيعة لابنه دس إلى زوجة الحسن عليه السلام جعدة بنت الأشعث بن قيس من حملها على سمه وأرسل إليها مائة ألف درهم وضمن تزويجها بابنه يزيد فسقته السم فبقى أربعين يوما مريضا ومضى لسبيله في صفر من سنة خمسين من الهجرة وعمره يومئذ ثمان وأربعون سنة.
وكانت خلافته عشر سنين وتولى أخوه ووصيه الحسين عليهما السلام غسله وتكفينه ودفنه عند جدته فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف عليهما السلام السادس في علمه عليه السلام قال الشيخ كمال الدين بن طلحة كان الله عز وعلا قد رزقه الله الفطرة الثاقبة في إيضاح مراشد ما يعاينه ومنحه الفطنة الصائبة لإصلاح قواعد الدين ومبانيه وخصه بالجبلة التي ردت لها أخلاف مادتها بسور العلم ومعانيه ومرت له أطباء الاهتداء من نجدي جده وأبيه فجنى بفكرة منجبة نجاح مقاصد ما يقتفيه وقريحة مصحبة في كل مقام يقف فيه وكان يجلس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويجتمع الناس حوله فيتكلم بما يشفى غليل السائلين ويقطع حجج القائلين