ومما حفظ عنه عليه السلام في الحكمة والموعظة قوله ما كل من نوى شيئا قدر عليه ولا كل من قدر على شئ وفق له ولا كل من وفق أصاب له موضعا فإذا اجتمعت النية والقدرة والتوفيق والإصابة فهنالك تمت السعادة.
ومما حفظ عليه السلام في الحث على النظر في دين الله عز وجل والمعرفة لأولياء الله عز وجل قوله عليه السلام أحسنوا النظر فيما لا يسعكم جهله وانصحوا لأنفسكم وجاهدوها في طلب معرفة ما لا عذر لكم في جهله فان لدين الله أركانا لا ينفع من جهلها شدة اجتهاده في طلب ظاهر عبادته ولا يضر من عرفها فدان حسن اقتصاده ولا سبيل لأحد إلى ذلك إلا بعون من الله تعالى.
ومما حفظ عنه عليه السلام في الحث على التوبة قوله عليه السلام تأخير التوبة اغترار وطول التسويف حيرة والاعتلال على الله هلكة والإصرار على الدنيا أمن لمكر الله ولا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون.
والأخبار فيما حفظ عنه عليه السلام من العلم والحكمة والبيان والحجة والزهد والموعظة وفنون العلم كله أكثر من أن يحصى بالخطاب أو يحوي بالكتاب وفيما أثبتناه منه كفاية في الغرض الذي قصدناه والله الموفق للصواب.
وفيه عليه السلام يقول السيد ابن محمد الحميري رضي الله عنه وقد رجع عن قوله بمذهب الكيسانية لما بلغه إنكار أبى عبد الله مقاله ودعاؤه له إلى القول بنظام الإمامة أيا راكبا نحو المدينة جسره * عذافرة تطوى له كل سبسب إذا ما هداك الله عاينت جعفرا * فقل لولي الله وابن المهذب ألا يا ولي الله وابن وليه * أتوب إلى الرحمان ثم تأوبي إليك من الذنب الذي كنت مطنبا * أجاهد فيه دائبا كل معرب وما كان قولي في ابن خولة دائبا * معاندة منى لنسل المطيب