معاوية بن أبي سفيان وقال عمرو بن بكر التميمي أنا أكفيكم عمرو بن العاص فتعاهدوا وتوافقوا الله لا ينكل الرجل عن صاحبه الذي وجه إليه حتى يقتله أو يموت دونه فأخذوا أسيافهم فسموها واتعدوا لتسع عشرة ليلة من رمضان يثب كل واحد منهم إلى صاحبه الذي توجه إليه فأقبل كل واحد إلى المصر الذي فيه صاحبه.
فأما ابن ملجم المرادي فخرج فلقى أصحابه بالكوفة فكاتمهم أمره كراهة أن يظهروا شيئا من أمره فرأى ذات يوم أصحابا له من تيم الرباب وكان علي عليه السلام قتل منهم يوم النهروان عددا فذكروا قتلاهم ولقى من يومه ذلك امرأة منهم يقال لها قطام وكان على قتل أباها وأخاها وكانت فائقة الجمال فلما رآها التبس عقله فنسى حاجته التي جاء لها فخطبها فقالت لا أتزوجك حتى تشتفي لي قال وما تشائين قالت ثلاثة آلاف وعبدا وقينة وقتل علي بن أبي طالب قال هو مهرك فأما قتل على فلا أراك تدركينه ولكن أضربه ضربة قالت فالتمس غرته فان أصبته انتفعت بنفسك ونفسي وان هلكت فما عند الله خير وأبقى لك من الدنيا وزبرج أهلها.
فقال والله ما جاء بي إلى هذا المصر إلا قتل علي بن أبي طالب قالت فإذا أدركت ذلك فإني أطلب لك من يشد ظهرك ويساعدك على أمرك فبعثت إلى رجل من أهلها من تيم الرباب يقال له وردان فكلمته فأجابها وجاء ابن ملجم رجلا من أشجع يقال له شبيب بن بجرة فقال له هل لك في شرف الدنيا والآخرة قال وما ذاك قال قتل علي بن أبي طالب قال ثكلتك أمك لقد جئت شيئا أدا كيف تقدر على ذلك قال أكمن له في المسجد فإذا خرج لصلاة الغداة شددنا عليه فقتلناه فان نجونا شفيت أنفسنا وأدركنا ثارنا وان قتلنا فما عند الله خير من الدنيا فقال له ويحك