كلامك قال فما السناء قال اتيان الجميل وترك القبيح قال فما الحزم قال طول الأناة والرفق بالولاة قال فما السفه قال اتباع الدناة ومصاحبة الغواة قال فما الغفلة قال تركك المسجد وطاعتك المفسد قال فما الحرمان قال تركك حظك وقد عرض عليك قال فمن السيد قال الأحمق في ماله المتهاون في عرضه فيشتم فلا يجيب المتهم بأمر عشيرته هو السيد فهذه الأجوبة الصادرة عنه على البديهة من غير روية شاهدة له عليه السلام ببصيرة باصرة وبديهة حاضرة ومادة فضل وافرة وفكرة على استخراج الغوامض قادرة ومن كلامه عليه السلام كتاب كتبه إلى معاوية بعد وفاة أمير المؤمنين وقد بايعه الناس وهو بسم الله الرحمان الرحيم من عبد الله الحسن أمير المؤمنين إلى معاوية بن صخر أما بعد فان الله بعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم رحمة للعالمين فأظهر به الحق ورفع به الباطل وأذل به أهل الشرك وأعز به العرب عامة وشرف به من شاء منهم خاصة فقال تعالى وانه لذكرك ولقومك فلما قبضه الله تعالى تنازعت العرب الأمر بعده فقالت الأنصار منا أمير ومنكم أمير وقالت قريش نحن أولياؤه وعشيرته فلا تنازعوا سلطانه فعرفت العرب ذلك لقريش ونحن الآن أولياؤه وذووا القربى منه ولا غرو أن منازعتك إيانا بغير حق في الدين معروف ولا أثر في الإسلام محمود والموعد الله تعالى بيننا وبينك ونحن نسأله تبارك وتعالى أن لا يؤتينا في هذه الدنيا شيئا ينقصنا به في الآخرة وبعد فان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لما نزل به الموت ولاني هذا الأمر من بعده فاتق الله يا معاوية وانظر لأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ما تحقن به دماؤهم وتصلح به أمورهم والسلام
(١٩٢)