تلك الملائكة لو دنا لاختطفته عضوا عضوا ثم أنزل على
النبي صلى الله عليه وسلم (كلا إن الإنسان ليطغى) إلى آخر السورة، ويروى أن شيبة بن عثمان الحجبي أدركه يوم حنين وكان حمزة قد
قتل أباه وعمه فقال اليوم أدرك ثاري من محمد فلما اختلط الناس أتاه من خلفه ورفع سيفه ليصبه عليه قال فلما دنوت منه ارتفع إلى شواظ من نار أسرع من البرق فوليت هاربا وأحس بي
النبي صلى الله عليه وسلم فدعاني فوضع يده على صدري وهو أبغض الخلق إلى فما رفعها إلا وهو أحب الخلق إلى وقال لي ادن
فقاتل فتقدمت أمامه أضرب بسيفي وأقيه بنفسي ولو لقيته أبى تلك الساعة لأوقعت به دونه، وعن فضالة بن عمرو قال أردت
قتل النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح هو
يطوف بالبيت فلما دنوت منه قال: أفضالة؟ قلت نعم، قال (ما كنت تحدث به نفسك؟) قلت:
لا شئ، فضحك واستغفر لي ووضع يده على صدري فسكن قلبي، فوالله ما رفعها حتى ما خلق الله شيئا أحب إلى منه، ومن مشهور ذلك خبر عامر بن الطفيل وأربد بن قيس حين وفدا على
النبي صلى الله عليه وسلم وكان عامر قال له أنا أشغل عنك وجه محمد فاضربه أنت فلم يره فعل
____________________
(قوله الحجبي) بفتح الحاء المهملة والجيم بعدها موحدة وياء النسبة إلى حجب الكعبة ويقع في بعض النسخ جمحي وهو غلط (قوله ثاري) أصله بالهمزة وخفف (قوله وأربد) بفتح الهمزة وسكون الراء وفتح الموحدة بعدها دال مهملة، هو أخو لبيد بن ربيعة لأمه، بعث الله عليه صاعقة فأحرقته كافرا، ولبيد صحابي