(فصل) الوجه الثاني من إعجازه صورة نظمه العجيب والأسلوب الغريب المخالف لأساليب كلام العرب ومناهج نظمها ونثرها الذي جاء عليه ووقفت مقاطع آية وانتهت فواصل كلمات إليه ولم يوجد قبله ولا بعده نظير له ولا استطاع أحد مماثلة شئ منه بل حارت فيه عقولهم وتدلهت دونه أحلامهم ولم يهتدوا إلى مثله في جنس كلامهم من نثر أو نظم أو سجع أو رجز أو شعر ولما سمع كلامه صلى الله عليه وسلم الوليد بن المغيرة وقرأ عليه القرآن رق فجاءه أبو جهل منكرا عليه قال والله ما منكم أحد أعلم بالأشعار منى والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا، وفى خبره الآخر حين جمع قريشا عند حضور
____________________
(قوله وتدلهت) بفتح الدال المهملة واللام المشددة من التدلي، وهو ذهاب العقل من الهوى