أو يرسل رسولا فيوحى بإذنه ما يشاء) فقالوا هي ثلاثة أقسام من وراء حجاب كتكليم موسى وبإرسال الملائكة كحال جميع الأنبياء وأكثر أحوال نبينا صلى الله عليه وسلم الثالث قوله وحيا ولم يبق من تقسيم صور الكلام إلا المشافهة مع المشاهدة وقد قيل الوحي هنا هو ما يلقيه في قلب النبي دون واسطة وقد ذكر أبو بكر البزار عن علي في حديث الإسراء ما هو أوضح في سماع النبي صلى الله عليه وسلم لكلام الله من الآية فذكر فيه: فقال الملك الله أكبر الله أكبر فقيل لي من وراء الحجاب صدق عبدي أنا أكبر أنا أكبر وقال في سائر كلمات الأذان مثل ذلك ويجئ الكلام في مشكل هذين الحديثين في الفضل بعد هذا مع ما يشبهه وفى أول فصل من الباب منه وكلام الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم ومن اختصه من أنبيائه جائز غير ممتنع عقلا ولا ورد في الشرع قاطع يمنعه فإن صح في ذلك خبر اعتمد عليه وكلامه تعالى لموسى كائن حق مقطوع به نص ذلك في الكتاب وأكده بالمصدر دلالة على الحقيقة ورفع مكانه على ما ورد في الحديث في السماء السابعة بسبب كلامه ورفع محمدا فوق هذا كله حتى بلغ مستوى وسمع صريف الأقلام فكيف يستحيل في حق هذا أو يبعد سماع الكلام؟ فسبحان من خص من شاء بما شاء وجعل بعضهم فوق بعض درجات.
(فصل) وأما ما ورد في حديث الإسراء وظاهر الآية من الدنو