ما يلقاه من المشركين وأعلمه أن من تمادى على ذلك يحل به ما حل بمن قبله ومثل هذه التسلية قوله تعالى (وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك) ومن هذا قوله تعالى (كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون) عزاه الله تعالى بما أخبر به عن الأمم السالفة ومقالتها لأنبيائهم قبله ومحنتهم بهم وسلاه بذلك عن محنته بمثله من كفار
مكة وأنه ليس أول من لقي ذلك ثم طيب نفسه وأبان عذره بقوله تعالى (فتول عنهم) أي أعرض عنهم (فما أنت بملوم) أي في أداء ما بلغت وإبلاغ ما حملت ومثله قوله تعالى (واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا) أي اصبر على أذاهم فإنك بحيث نراك ونحفظك، سلاه الله تعالى بهذا في آي كثيرة من هذا المعنى.
الفصل السابع فيما أخبر الله تعالى به في كتابه
العزيز من عظيم قدره وشريف منزلته على الأنبياء وحظوة رتبته عليهم قال الله تعالى (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة) إلى قوله (من الشاهدين) قال أبو الحسن القابسي استخص
____________________
(قوله يحل به) في الصحاح حل العذاب يحل بالكسر أي وجب ويحل بالضم أي نزل، وقرئ (فيحل عليكم غضبي) وأما قوله تعالى (أو يحل قريبا) فبالضم أي ينزل.