الفصل الثامن في إعلال الله تعالى خلقه بصلاته عليه وولايته له ورفعه العذاب بسببه قال الله تعالى (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) أي ما كنت بمكة فلما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة وبقى فيها من بقى من المؤمنين نزل (وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) وهذا مثل قوله (لو تزيلوا لعذبنا) الآية وقوله تعالى (ولولا رجال مؤمنون) الآية فلما هاجر المؤمنون نزلت (وما لهم ألا يعذبهم الله) وهذا من أبين ما يظهر مكانته صلى الله عليه وسلم ودرأته العذاب عن أهل مكة بسبب كونه ثم كون أصحابه بعده بين أظهرهم فلما خلت مكة منهم عذبهم الله بتسليط المؤمنين عليهم وغلبتهم إياهم وحكم فيهم سيوفهم وأورثهم أرضهم وديارهم وأموالهم وفى الآية أيضا تأويل آخر * حدثنا القاضي الشهيد أبو على رحمه الله بقراءتي عليه قال حدثنا أبو الفضل
____________________
(قوله منهاجه) المنهاج الطريق الواضح.