(فصل) وأما ما ورد في هذه القصة من مناجاته لله تعالى وكلامه معه بقوله (فأوحى إلى عبده ما أوحى) إلى ما تضمنته الأحاديث فأكثر المفسرين على أن الموحى هو الله عز وجل إلى جبريل وجبريل إلى محمد صلى الله عليه وسلم إلا شذوذا منهم فذكر عن جعفر بن محمد الصادق قال أوحى إليه بلا واسطة ونحوه عن الواسطي وإلى هذا ذهب بعض المتكلمين أن محمدا كلم ربه في الإسراء وحكى عن الأشعري وحكوه عن ابن مسعود وابن عباس وأنكره آخرون وذكر النقاش عن ابن عباس في قصة الإسراء عنه صلى الله عليه وسلم في قوله دنا فتدلى قال فارقني جبريل فانقطعت الأصوات عنى فسمعت كلام ربى وهو يقول: ليهدأ روعك يا محمد ادن ادن. وفى حديث أنس في الإسراء نحو منه وقد احتجوا في هذا بقوله تعالى (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب
____________________
(قوله ليهدأ) بدال مهملة بعدها همزة، والروع بفتح الراء: الفزع