منهم وحمايته عن رؤيتهم في الغار بما هيأ الله له من الآيات ومن العنكبوت الذي نسج عليه حتى قال أمية بن خلف حين قالوا ندخل الغار ما أربكم فيه وعليه من نسج العنكبوت ما أرى أنه قبل أن يولد محمد ووقفت حمامتان على فم الغار فقالت قريش لو كان فيه أحد لما كانت هناك
الحمام، وقصته مع
سراقة بن مالك بن جعشم حين الهجرة وقد جعلت قريش فيه وفى أبى بكر الجعائل فأنذر به فركب فرسه واتبعه حتى إذا قرب منه دعا عليه
النبي صلى الله عليه وسلم فساخت قوائم فرسه فخر عنها واستقسم بالأزلام فخرج له ما
يكره ثم ركب ودنا حتى سمع قراءة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وهو لا يلتفت وأبو بكر رضي الله عنه يلتفت وقال
للنبي صلى الله عليه وسلم أتينا فقال لا تحزن إن الله معنا فساخت ثانية إلى ركبتها وخر عنها فزجرها فنهضت ولقوائمها مثل الدخان فناداهم بالأمان فكتب له
النبي صلى الله عليه وسلم أمانا كتبه ابن فهيرة وقيل أبو بكر وأخبرهم بالأخبار
____________________
(قوله ما أربكم فيه) أي ما حاجتكم (قوله فركب فرسه) كان اسم هذا الفرس العود قيل وكانت أنثى لقوله في بعض طرق الصحيح فرفعتها تقرب بي (قوله فساخت) بالسين المهملة والخاء المعجمة أي غاصت في الأرض (قوله بالأزلام) جمع زلم بفتح الزاي واللام وبضم الزاي وفتح اللام وهي القداح بكسر القاف جمع قدح بكسرها أيضا وهو عود السهم قبل أن يراش ويركب نصله فإذا فعل ذلك فهو سهم، كانوا يكتبون على زلم افعل وعلى آخر لا تفعل فما خرج لهم عملوا به (قوله ابن فهيرة) بضم الفاء وفتح الهاء وسكون المثناة التحتية قيل كتابه صلى الله عليه وسلم نيف وأربعون