الباب الثاني في تكميل الله تعالى له المحاسن خلقا وخلقا وقرانه جميع الفضائل الدينية والدنيوية فيه نسقا اعلم أيها المحب لهذا النبي الكريم الباحث عن تفاصيل جمل قدره العظيم أن خصال الجمال والكمال في البشر نوعان: ضروري دنيوي اقتضته الجبلة وضرورة الحياة الدنيا، ومكتسب ديني وهو ما يحمد فاعله ويقرب إلى الله تعالى زلفى، ثم هي على فنين أيضا منها ما يتخلص لأحد الوصفين ومنها ما يتمازج ويتداخل فأما الضروري المحض فما ليس للمرء فيه اختيار ولا اكتساب مثل ما كان في حملته من كمال خلقته وجمال صورته وقوة عقله وصحة فهمه وفصاحة لسانه وقوة حواسه وأعضائه واعتدال حركاته وشرف نسبه وعزة قومه وكرم أرضه ويلحق به ما تدعوه ضرورة حياته إليه من غذائه ونومه
____________________
(قوله خلقا وخلقا) الأول بفتح المعجمة وسكون اللام والثاني بضمها أو بضم المعجمة وسكون اللام (قوله الجبلة) بكسر الجيم والموحدة وتشديد اللام المفتوحة:
الخلقة، ومنه قوله تعالى والجبلة الأولين (قوله من غذائه) بكسر المعجمة وبالذال المعجمة: ما يغتذى به من الطعام.
الخلقة، ومنه قوله تعالى والجبلة الأولين (قوله من غذائه) بكسر المعجمة وبالذال المعجمة: ما يغتذى به من الطعام.