يطؤها كثيبا أهيل، وذكر ابن إسحاق عنها أنها لما بلغها نزول (تبت يدا أبى لهب) وذكرهما بما ذكرها الله مع
زوجها من الذم أتت
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في
المسجد ومعه أبو بكر وفى يدها فهر من حجارة فلما وقفت عليهما لم تر إلا أبا بكر وأخذ الله تعالى ببصرها عن
نبيه صلى الله عليه وسلم فقالت يا أبا بكر أين صاحبك فقد بلغني أنه يهجوني والله لو وجدته لضربت بهذا الفهر فاه، وعن الحكم ابن أبي العاصي قال تواعدنا على
النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا رأيناه سمعنا صوتا خلفنا ما ظننا أنه بقى بتهامة أحد فوقعنا مغشيا علينا فما أفقنا حتى قضى صلاته ورجع إلى أهله ثم تواعدنا ليلة أخرى فجئنا حتى إذا رأيناه جاءت الصفا والمروة فحالت بيننا وبينه، وعن عمر رضي الله عنه تواعدت أنا وأبو جهم ابن حذيفة ليلة قتل
رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئنا منزلة فسمعنا له فافتتح وقرأ (الحاقة ما الحاقة) إلى (فهل ترى لهم من باقية) فضرب أبو جهم على عضد عمر وقال انج وفرا هاربين فكانت من مقدمات إسلام عمر رضي الله عنه، ومنه العترة المشهورة والكفاية التامة عند ما أخافته قريش وأجمعت على
قتله وبيتوه فخرج عليهم من بيته فقام على رؤوسهم وقد
ضرب الله تعالى على أبصارهم وذر التراب على رؤوسهم وخلص
____________________
(قوله أهيل) أي سائلا يقال أهيل الرمل وانهال إذا سال (قوله فهر) بكسر الفاء هو الحجر ملء الكف وقيل الحجر مطلقا