الشفا بتعريف حقوق المصطفى - القاضي عياض - ج ١ - الصفحة ٣٢٥
الدابة فشكاها للنبي صلى الله عليه وسلم فما زال يطحنها بكفه حتى رفعها ولم يبق لها أثر وسألته جارية طعاما وهو يأكل فناولها من بين يديه وكانت قليلة الحياء فقالت إنما أريد من الذي في فيك فناولها ما في فيه، ولم يكن يسأل شيئا فيمنعه فلما استقر في جوفها ألقى عليها من الحياء ما لم تكن امرأة بالمدينة أشد حياء منها.
فصل في إجابة دعائه صلى الله عليه وسلم (وهذا باب واسع جدا) وإجابة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لجماعة بما دعا لهم وعليهم متواتر على الجملة معلوم ضرورة * وقد جاء في حديث حذيفة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعا لرجل أدركت الدعوة ولده وولد ولده * حدثنا أبو محمد العتابي بقراءتي عليه حدثنا أبو القاسم حاتم بن محمد حدثنا أبو الحسن القابسي حدثنا أبو زيد المروزي حدثنا محمد بن يوسف حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا عبد الله بن أبي الأسود حدثنا حرمي حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس رضي الله عنه قال قالت أمي يا رسول الله خادمك أنس ادع الله له قال اللهم أكثر ما له وولده وبارك له فيما آتيته، ومن رواية عكرمة قال أنس فوالله إن مالي لكثير وإن ولدى
____________________
(قوله يطحنها) بفتح الحاء المهملة مضارع طحن بفتحها أيضا (قوله العتابي) بفتح المهملة وتشديد الفوقية (قوله ومن رواية عكرمة) هو ابن حمار الحنفي اليماني يروى عن الهرماس وعن طاوس وطائفة، والهرماس له صحبة
(٣٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 ... » »»
الفهرست