الأسامي إليه أن يقال له مسكين وقيل إن
موسى عليه السلام لما ورد ماء مدين كانت ترى خضرة البقل في بطنه من الهزال وقال صلى الله عليه وسلم لقد كان الأنبياء قبلي يبتلى أحدهم بالفقر والقمل وكان أحب إليهم من العطاء إليكم وقال
عيسى عليه السلام لخنزير لقيه (اذهب بسلام) فقيل له في ذلك فقال أكره أن أعود لساني المنطبق بسوء وقال مجاهد كان
طعام يحيى العشب وكان يبكى من خشية الله حتى اتخذ الدمع مجرى في خده وكان
يأكل مع الوحش لئلا يخالط الناس وحكى الطبري عن وهب أن
موسى عليه السلام كان يستظل بعريش وكان
يأكل في نقرة من حجر ويكرع فيها إذا أراد أن يشرب كما تكرع الدابة تواضعا لله بما أكرمه الله به من كلامه وأخبارهم في هذا كله مسطورة وصفاتهم في الكمال وجميل الأخلاق وحسن الصور والشمائل معروفة مشهورة فلا نطول بها ولا تلتفت إلى ما تجده في كتب بعض جهلة المؤرخين والمفسرين مما يخالف هذا.
(فصل) قد أتيناك أكرمك الله من ذكر الأخلاق الحميدة والفضائل المجيدة وخصال الكمال العديدة وأريناك صحتها له صلى الله عليه وسلم وجلبنا من الآثار ما فيه مقنع والأمر أوسع فمجال هذا
____________________
(قوله بعريش) هو ما يستظل به (قوله كما تكرع الدابة) الكرع الشرب من الماء بالفم من غير أن يشرب بكف أو إناء وقال ابن دريد لا يكون الكرع إلا إذا خاض الماء بقدميه فشرب منه (قوله مقنع) بفتح الميم وسكون القاف وفتح النون في الصحاح المقنع بالفتح العدل من الشهود، ويقال فلان شاهد مقنع أي رضى يقنع به