ضعف، وأن آخذ منكم البريء بالسقيم، والشاهد بالغائب، والولي بالولي. قال:
فقام إليه رجل من أهل الكوفة يقال له أسد بن عبد الله المري فقال: أيها الأمير! إن الله تبارك وتعالى يقول: (ولا تزر وازرة وزر أخرى) وإنما المرء بجده، والسيف بحده، والفرس بشدة، وعليك أن تقول وعلينا أن نسمع، فلا تقدم فينا السيئة قبل الحسنة. قال: فسكت عبيد الله بن زياد ونزل عن المنبر فدخل قصر الإمارة.
وسمع بذلك مسلم بن عقيل وبقدوم عبيد الله بن زياد وكلامه، فكأنه اتقى على نفسه، فخرج من الدار التي (1) هو فيها في جوف الليل حتى أتى دار هانئ بن عروة المذحجي رحمه الله فدخل عليه، فلما رآه هانئ قام إليه وقال: ما وراءك - جعلت فداك؟ فقال مسلم: ورائي ما علمت هذا عبيد الله بن زياد الفاسق ابن الفاسق قد قدم الكوفة فاتقيته على نفسي (2)، وقد أقبلت إليك لتجيرني وتأويني حتى أنظر إلى ما يكون. فقال له هانئ بن عروة: جعلت فداك! والله لقد كلفتني شططا! ولو لا دخولك داري (3) لأحببت أن تنصرف، غير أني أرى ذلك عارا علي أن يكون رجل أتاني مستجيرا، فانزل على بركة الله (4). قال: فنزل مسلم بن عقيل في دار هانئ المذحجي. وجعل عبيد الله بن زياد يسأل عنه فلم يجد من يرشده عليه، وجعلت الشيعة تختلف إلى مسلم رحمه الله في دار هانئ ويبايعون للحسين سرا، ومسلم بن عقيل يكتب أسماءهم ويأخذ عليهم العهود والمواثيق لا يركنون ولا يعذرون، حتى بايع مسلم بن عقيل نيف وعشرون ألفا (5). قال: وهم مسلم بن