كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٥ - الصفحة ٤٣
فقال له: عبيد الله (1) بن زياد: ما يقول الشيخ؟ فقيل له: إنه مبرسم (2) أصلح الله الأمير. قال: فوقع في قلب عبيد الله بن زياد أمر من الأمور فركب من ساعته ورجع إلى القصر (3).
وخرج مسم بن عقيل إلى شريك بن عبد الله (4) من داخل الدار. فقال له شريك: يا مولاي جعلت فداك! ما الذي منعك من الخروج إلى الفاسق، وقد كنت أمرتك بقتله وشغلته لك بالكلام؟ فقال: منعني من ذلك (5) حديث سمعته من عمي علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: الإيمان قيد الفتك (6)، فلم أحب أن أقتل عبيد الله (7) بن زياد في منزل هذا الرجل. فقال له شريك: والله! لو قتلته لقتلت فاسقا فاجرا منافقا. قال: ثم لم يلبث شريك بن عبد الله إلا ثلاثة (8) أيام حتى مات - رحمه الله -. وكان من خيار الشيعة غير أنه يكتم ذلك إلا عمن يثق به من إخوانه. قال:
وخرج عبيد الله بن زاد فصلى عليه ورجع إلى قصره.
فلما كان من الغد أقبل معقل مولى عبيد الله بن زياد إلى مسلم بن عوسجة فقال له: إنك كنت وعدتني أن تدخلني على هذا الرجل فأدفع إليه هذا المال، فما الذي

(١) بالأصل: عبد الله.
(٢) مبرسم: من البرسام. معرب وبر تعني الصدر، وسام من أسماء الموت. قال الجوهري: علة معروفة. (اللسان).
(٣) كان مع عبيد الله بن زياد مهران مولى له، وكأنه قد انتبه وبعد أن كرر شريك كلامه " اسقوني ماء " أن في الأمر مكيدة وغدرا فغمز مولاه عبيد الله فوثب وخرج من الدار، فقال له مهران: أراد والله قتلك.
انظر الطبري ٥ / ٣٦٠ ابن الأثير ٢ / ٥٣٨ الإمامة والسياسة ٢ / ٩ البداية والنهاية ٨ / ١٦٥ تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٤٣.
(٤) في الأخبار الطوال ص ٢٣٥: منعني منه خلتان: إحداهما: كراهية هانئ لقتله في منزله، والأخرى قول رسول الله (ص): الإيمان... ".
(٦) أخرجه أبو داود في الجهاد (باب ١٥٧)، والإمام أحمد في مسنده ١ / ١٦٦ - ١٦٧، ٤ / ٩٢ وفيه:
الإيمان قيد الفتك ولا يفتك مؤمن.
(٧) الأصل: لعبيد الله.
(٨) في الأخبار الطوال: أياما.
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (كتاب الضحاك بن قيس إلى يزيد بن معاوية) 5
2 ذكر كلام يزيد بن معاوية 9
3 ذكر الكتاب إلى أهل البيعة بأخذ البيعة 9
4 ذكر كتاب يزيد بن معاوية الوليد بن عتبة 18
5 ذكر وصية الحسين بن علي إلى أخيه محمد ابن الحنفية 20
6 ذكر وصية الحسين رضي الله عنه لأخيه محمد رضي الله عنه 21
7 ذكر أخبار الكوفة وما كان من كتبهم إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما 27
8 ذكر الكتاب الأول إلى الحسين رضي الله عنه 27
9 ذكر الكتاب الثاني 29
10 ذكر كتاب الحسين بن علي إلى أهل الكوفة 30
11 ذكر خروج مسلم بن عقيل رضي الله عنه نحو العراق 32
12 ذكر نزول مسلم بن عقيل الكوفة واجتماع الشيعة إليه للبيعة 34
13 ذكر مسير عبيد الله بن زياد ونزوله الكوفة وما فعل بها 38
14 ذكر هانئ وعبيد الله بن زياد 45
15 ذكر مسلم بن عقيل رحمه الله وخروجه على عبيد الله بن زياد 49
16 ذكر دخول مسلم بن عقيل على عبيد الله بن زياد وما كان من كلامه وكيف قتل 55
17 ذكر هانئ بن عروة ومقتله بعد مسلم بن عقيل رحمهما الله تعالى 61
18 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية 62
19 ابتداء أخبار الحسين بن علي عليهما السلام 64
20 ذكر مسير الحسين إلى العراق 69
21 (قصة عبيد الله بن الحر الجعفي) 73
22 ذكر الحر بن يزيد الرياحي لما بعثه عبيد الله بن زياد لحربه الحسين بن علي رضي الله عنهما 76
23 ذكر كتاب الحسين رضي الله عنه إلى أهل الكوفة 81
24 ذكر نزول الحسين رضي الله عنه بكربلاء 84
25 ذكر اجتماع العسكر إلى حرب الحسين بن علي رضي الله عنه 89
26 ذكر ابتداء الحرب بين الحسين وبين القوم 101
27 ذكر الذين قتلوا بين يدي الحسي بن علي 101
28 وهذه تسمية من قتل بين يدي الحسين من ولده وإخوانه وبني عمه رضي الله عنهم 110
29 ذكر كلام زينب بنت علي رضي الله عنها 121
30 ذكر دخول القوم على عبيد الله بن زياد 122
31 ذكر عبد الله بن عفيف الأزدي ورده على ابن زياد ومقتله رحمه الله 123
32 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية وبعثته إليه برأس الحسين بن علي رضي الله عنهما 126
33 ذكر ما كان بعد قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما 135
34 ذكر قدوم سلم بن زياد أخي عبيد الله بن زياد على يزيد بن معاوية وتوليته بلاد خراسان 136
35 ذكر كتاب يزيد بن معاوية إلى محمد ابن الحنفية ومصيره إليه وأخذ جائزته 137
36 ابتداء ذكر عبد الله بن الزبير وفتنته ودعوته الناس إلى بيعته 140
37 ذكر حبس المختار بن أبي عبيد الكوفي وما كان عبيد الله بن زياد لعنه الله 143
38 ثم رجعنا إلى الخبر الأول 144
39 ذكر حرب المختار من ابن زياد وما كان من بيعته لعبد الله بن الزبير 146
40 ابتداء حرب وأقم وقتل فيها من أولاد المهاجرين والأنصار والعبيد والموالي 150
41 ذكر الوقعة الأولى بين مكة والمدينة بين عمرو بن الزبير وأخيه عبد الله ومقتل عمرو بن الزبير 153
42 ذكر مسير مسلم بن عقبة المري إلى مكة 159
43 ذكر حرة وأقم وما قتل فيها من المسلمين 159
44 ثم رجعنا إلى أخبار الشام 169