قال له: انصرف عني الآن يومي هذا حتى أنظر ما يكون! قال: فانصرف معقل مولى زياد (1).
قال: ومرض شريك بن عبد الله الأعور الهمداني (2) في منزل هانئ بن عروة، وعزم عبيد الله بن زياد على أن يصير إليه فيجتمع به، ودعا شريك بن عبد الله مسلم بن عقيل فقال له: جعلت فداك! غدا يأتيني هذا الفاسق عائدا وأنا مشغله لك بالكلام، فإذا فعلت ذلك فقم أنت اخرج إليه من هذه الداخلة فاقتله! فإن أنا عشت فسأكفيك أمر النصرة إن شاء الله.
قال: فلما أصبح عبيد الله بن زياد ركب وسار يريد دار ابن هانئ ليعود شريك بن عبد الله، قال: فجلس وجعل يسأل منه. قال: وهم مسلم أن يخرج إليه ليقتله فمنعه من ذلك صاحب المنزل هانئ (3)، ثم قال: جعلت فداك! في داري صبية وإماء وأنا لا آمن الحدثان. قال: فرمى مسلم بن عقيل السيف من يده وجلس ولم يخرج، وجعل شريك بن عبد الله يرمق الداخلة وهو يقول:
ما تنظرون بسلمى عند فرصتها * فقد وفى ودها واستوسق الصرم (4).