كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٥ - الصفحة ٦٦
ثم بعد ذلك أقبل عبد الله بن عباس إليه فدخل (1) وقال: يا بن بنت رسول الله! إني قد رأيت رأيين (2) إن قبلت من! فقال الحسين: وما ذاك؟ قال: تخرج إلى بلاد اليمن، فإن فيها حصونا وشعابا وهي أرض عريضة طويلة، وإن لك بها شيعة وأنت عن الناس في عزلة، فإذا استوطنت بها اكتب إلى الناس وأعلمهم مكانك. فقال الحسين: يا بن عمي! إني لأعلم أنك ناصح شفوق (3)، ولكني أزمعت على المسير إلى العراق، ولا بد من ذلك (4). فأطرق ابن عباس رحمه الله ساعة ثم قال: يا بن بنت رسول الله! إن كنت قد أزمعت ولا بد لك من ذلك فلا تسر بنسائك وأولادك فإني خائف عليك أن تقتل كما قتل عفان رضي الله عنه وأهله وولده ينظرون إليه ولا يقدرون له على حيلة، والله يا بن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقد (5) أقررت عين ابن الزبير بخروجك عن مكة وتخليتك إياه هذا البلد، وهو اليوم لا ينظر إليه فإذا خرجت نظر إليه الناس بعد ذلك. فقال الحسين رضي الله عنه:
إني (6) أستخير الله تعالى في هذا الأمر ما ذا يكون.
قال: فخرج ابن عباس من عنده وهو يقول: واحبيباه! ثم مر ابن عباس بابن الزبير وجعل يقول (7):
يا لك من قبرة بمعمر * خلا لك الجو فبيضي واصفري ونقري ما شئت أن تنقري * قد رفع الفخ فماذا تحذري لا بد من أخذك يوما فاصبري

(١) الأصل والطبري ٥ / ٣٨٣، أما في مروج الذهب فقد تحدث عن مقابلة طويلة بين الحسين بن علي وابن عباس (رض) ولم تقطع بلقاء بين الحسين وابن الزبير، إنما جرت مقابلتهما بعد خروج ابن عباس من لقائه الحسين بن علي (رض). وانظر الأخبار الطوال ص ٢٤٤ وفيه أن مقابلة ابن عباس الثانية للحسين كانت بعد ثلاثة أيام على المقابلة الأولى.
(2) بالأصل: رأيان.
(3) مروج الذهب: أنك لي ناصح وعلي شفيق.
(4) يفهم من رواية المسعودي أن كلام ابن عباس كان قبل وصول خبر مقتل مسلم بن عقيل.
(5) عن الطبري، وبالأصل " أو ".
(6) في مروج الذهب 3 / 68 فكان الذي رد عليه: لأن أقتل والله بمكان كذا أحب إلي من أن استحل بمكة.
(7) الأرجاز في الطبري 5 / 384 ومروج الذهب 3 / 69 وهي تنسب إلى طرفة ملحق ديوانه ص 193 باختلاف في الألفاظ بين المصادر.
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (كتاب الضحاك بن قيس إلى يزيد بن معاوية) 5
2 ذكر كلام يزيد بن معاوية 9
3 ذكر الكتاب إلى أهل البيعة بأخذ البيعة 9
4 ذكر كتاب يزيد بن معاوية الوليد بن عتبة 18
5 ذكر وصية الحسين بن علي إلى أخيه محمد ابن الحنفية 20
6 ذكر وصية الحسين رضي الله عنه لأخيه محمد رضي الله عنه 21
7 ذكر أخبار الكوفة وما كان من كتبهم إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما 27
8 ذكر الكتاب الأول إلى الحسين رضي الله عنه 27
9 ذكر الكتاب الثاني 29
10 ذكر كتاب الحسين بن علي إلى أهل الكوفة 30
11 ذكر خروج مسلم بن عقيل رضي الله عنه نحو العراق 32
12 ذكر نزول مسلم بن عقيل الكوفة واجتماع الشيعة إليه للبيعة 34
13 ذكر مسير عبيد الله بن زياد ونزوله الكوفة وما فعل بها 38
14 ذكر هانئ وعبيد الله بن زياد 45
15 ذكر مسلم بن عقيل رحمه الله وخروجه على عبيد الله بن زياد 49
16 ذكر دخول مسلم بن عقيل على عبيد الله بن زياد وما كان من كلامه وكيف قتل 55
17 ذكر هانئ بن عروة ومقتله بعد مسلم بن عقيل رحمهما الله تعالى 61
18 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية 62
19 ابتداء أخبار الحسين بن علي عليهما السلام 64
20 ذكر مسير الحسين إلى العراق 69
21 (قصة عبيد الله بن الحر الجعفي) 73
22 ذكر الحر بن يزيد الرياحي لما بعثه عبيد الله بن زياد لحربه الحسين بن علي رضي الله عنهما 76
23 ذكر كتاب الحسين رضي الله عنه إلى أهل الكوفة 81
24 ذكر نزول الحسين رضي الله عنه بكربلاء 84
25 ذكر اجتماع العسكر إلى حرب الحسين بن علي رضي الله عنه 89
26 ذكر ابتداء الحرب بين الحسين وبين القوم 101
27 ذكر الذين قتلوا بين يدي الحسي بن علي 101
28 وهذه تسمية من قتل بين يدي الحسين من ولده وإخوانه وبني عمه رضي الله عنهم 110
29 ذكر كلام زينب بنت علي رضي الله عنها 121
30 ذكر دخول القوم على عبيد الله بن زياد 122
31 ذكر عبد الله بن عفيف الأزدي ورده على ابن زياد ومقتله رحمه الله 123
32 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية وبعثته إليه برأس الحسين بن علي رضي الله عنهما 126
33 ذكر ما كان بعد قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما 135
34 ذكر قدوم سلم بن زياد أخي عبيد الله بن زياد على يزيد بن معاوية وتوليته بلاد خراسان 136
35 ذكر كتاب يزيد بن معاوية إلى محمد ابن الحنفية ومصيره إليه وأخذ جائزته 137
36 ابتداء ذكر عبد الله بن الزبير وفتنته ودعوته الناس إلى بيعته 140
37 ذكر حبس المختار بن أبي عبيد الكوفي وما كان عبيد الله بن زياد لعنه الله 143
38 ثم رجعنا إلى الخبر الأول 144
39 ذكر حرب المختار من ابن زياد وما كان من بيعته لعبد الله بن الزبير 146
40 ابتداء حرب وأقم وقتل فيها من أولاد المهاجرين والأنصار والعبيد والموالي 150
41 ذكر الوقعة الأولى بين مكة والمدينة بين عمرو بن الزبير وأخيه عبد الله ومقتل عمرو بن الزبير 153
42 ذكر مسير مسلم بن عقبة المري إلى مكة 159
43 ذكر حرة وأقم وما قتل فيها من المسلمين 159
44 ثم رجعنا إلى أخبار الشام 169