أمير المؤمنين عما تحب (1) فإنهما ذو عقل وفهم وصدق.
قال: فلما ورد الكتاب والرأسان جميعا (2) إلى يزيد بن معاوية، قرأ الكتاب وأمر بالرأسين فنصبا على باب مدينة دمشق، ثم كتب إلى ابن زياد: أما بعد (3)!
فإنك لم تعد إذا كنت كما أحب عملت عمل (4) الحازم وصلت صولة الشجاع الرابض (5) فقد كفيت ووقيت ظني ورأيي فيك، وقد دعوت رسوليك فسألتهما عن الذي ذكرت فقد وجدتهما في رأيهما وعقلهما وفهمهما وفضلهما ومذهبهما كما ذكرت، وقد أمرت لكل واحد منهما بعشرة آلاف درهم وسرحت هما إليك، فاستوص بهما خيرا، وقد بلغني أن الحسين بن علي رضي الله عنهما فد عزم على المسير إلى العراق (6)، فضع المراصد والمناظر (7) واحترس واحبس على الظن، واكتب إلي في كل يوم بما يتجدد لك من خير أو شر - والسلام -.