كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٣ - الصفحة ٢٤
أينهانا كتاب الله عنهم * ولا ينهاهم السبع المثاني (1) وبالشام الحماة وكل قرم * صدوق بالضراب وبالطعان قال: فلما انقضى شهر المحرم وأهل هلال صفر، بعث علي رجلا من أصحابه يقال له مرثد (2) بن الحارث، حتى وقف قريبا من عسكر معاوية، ثم نادى بأعلى صوته عند غروب الشمس: يا أهل الشام! إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقول لكم: إنا قد كففنا عنكم في هذا الشهر الحرام فلم تكفوا عنا، ووالله ما كففنا عنكم شكا في أمركم ولا جبنا عنكم، وإنما كففنا لخروج هذا الشهر المحرم لترجعوا إلى الحق، واحتججنا عليكم بكتاب الله عز وجل ودعوناكم، فلم تنتهوا عن الطغيان، والظلم والعدوان، والكذب والبهتان، ولم تجيبوا إلى حق ولا برهان، فإنا قد أنذرناكم على سواء إن الله لا يحب الخائنين.
قال: فعلم أهل الشام أن عليا يحاربهم وأنه إنما كان ينتظر انسلاخ الشهر، ففزعوا إلى معاوية، وذلك في أول يوم من شهر صفر، وعبى (معاوية) أصحابه، فكان (3) على ميمنته ذو الكلاع الحميري، وعلى رجالتها حوشب ذو الظليم، وعلى خيل ميسرته حبيب بن مسلمة، وعلى رجالتها بسر بن (أبي) أرطاة، وعلى خيل القلب عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي، وعلى رجالتها الضحاك بن قيس، وعلى خيل الجناح عبد الله بن جعدة الفزاري وعلى رجالتها همام بن قبيصة النميري، وعلى خيل الكمين أبو الأعور السلمي، وعلى رجالتها حابس بن سعد الطائي.
قال: وعبى علي بن أبي طالب رضي الله عنه أصحابه (4)، فكان على خيل ميمنته الحسن والحسين سبطا النبي (ص)، وعلى رجالتها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ومسلم بن عقيل بن أبي طالب، وعلى خيل الميسرة محمد ابن الحنفية

(١) كذا بالأصل ووقعة صفين، وفي الأخبار الطوال: " آي القرآن " والسبع المثاني: السور الطوال من البقرة إلى التوبة على أن تحسب التوبة والأنفال سورة واحدة، ولذلك لم يفصل بينهما في المصحف بالبسملة.
(٢) عن الطبري ٦ / ٥ وبالأصل " مزيد ".
(٣) انظر في تعبئة معاوية أصحابه الطبري ٦ / ٦ ووقعة صفين ص ٢٠٦ - ٢٠٧ والاخبار الطوال ص ١٧٢ باختلاف عن الأصل.
(٤) الطبري ٦ / ٦ الاخبار الطوال ص ١٧١ - ١٧٢ وقعة صفين ص ٢٠٥ - 206.
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر وقعة الماء وهي أول وقعة صفين 5
2 ذكر الوقعة الثانية بصفين 14
3 ذكر ما جرى بعد ذلك من الكلام 51
4 حديث خالد بن المعمر السدوسي 55
5 ثم رجعنا إلى الخبر 56
6 حديث سودة بنت عمارة الهمذانية مع معاوية 59
7 ثم رجعنا إلى الخبر 61
8 حديث أم سنان المذحجية مع معاوية 65
9 ثم رجعنا إلى الخبر من صفين 68
10 ذكر ما جرى من المناظرة بين أبي نوح وذي الكلاع الحميري 71
11 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 81
12 حديث عدي بن حاتم الطائي مع معاوية 82
13 ثم رجعنا إلى الخبر 83
14 حديث الزرقاء بنت عدي الهمذانية مع معاوية 87
15 ثم رجعنا إلى الخبر 89
16 ثم رجعنا إلى الخبر 103
17 حديث عبد الله بن هاشم مع معاوية 124
18 ثم رجعنا إلى الخبر 126
19 ذكر مقتل عبيد الله بن عمر بن الخطاب 128
20 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 131
21 خبر عرار بن الأدهم 141
22 ذكر ما جرى من الكتب بين علي بن أبي طالب وبين معاوية وعمرو بن العاص وابن عباس لما عضهم سلاح أهل العراق 149
23 ذكر مقتل عمار بن ياسر رحمه الله 158
24 ذكر القوم الذين أنفذهم معاوية إلى علي بن أبي طالب يكلمونه في ضع الحرب 168
25 ذكر تحريض أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على القتال 171
26 ذكر تحريض معاوية أصحابه على القتال 172
27 ذكر الواقعة الخميسية وهي وقعة لم يكن بصفين أشد منها وصفة ليلة الهرير 174
28 ذكر صفة ليلة الهرير 180
29 ذكر رفع المصاحف على رؤوس الرماح 181
30 ذكر امتناع القوم من القتال 182
31 ثم رجعنا إلى الخبر 188
32 ذكر ما كان بعد ذلك بينهم من المكاتبة 191