كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٣ - الصفحة ٨٣
السلام، فقال له معاوية: أبا طريف! ما الذي أبقى لك الدهر من ذكر علي بن أبي طالب؟ فقال عدي: وهل يتركني الدهر أن لا أذكره! قال: فما الذي بقي في قلبك من حبه؟ قال عدي: كله وإذا ذكر ازداد، فقال معاوية: ما أريد بذلك إلا اخلاق ذكره، فقال عدي: قلوبنا ليست بيدك يا معاوية! فضحك معاوية ثم قال: يا معشر طيء! إنكم ما زلتم تشرفون الحاج ولا تعظمون الحرم، فقال عدي: إنا كنا نفعل ذلك ونحن لا نعرف حلالا ولا ننكر حراما، فلما جاء الله عز وجل بالاسلام غلبناك وأباك على الحلال والحرام، وكنا للبيت أشد تعظيما منكم له، فقال معاوية: عهدي بكم يا معشر طيء! وإن أفضل طعامكم الميتة، فقال عمرو بن العاص والرجل الذي عنده من بني الوحيد: كف عنه يا أمير المؤمنين! فإنه بعد صفين ذليل، فقال عدي: صدقتم. ثم خرج عدي من عند معاوية وأنشأ يقول:
يحاولني معاوية بن حرب * وليس إلى الذي يرجو سبيل يذكرني أبا حسن عليا * وحظي في أبي حسن جليل يكاشرني ويعلم أن طرفي * على تلك التي أخفي دليل ويعلم أننا قوم جفاة * حراديون ليس لنا عقول وكان جوابه عندي عتيدا * ويكفي مثله مني القليل وقال ابن الوحيد وقال عمرو * عدي بعد صفين ذليل وقال ابن الوحيد وقال عمرو * عدي بعد صفين ذليل فقلت صدقتما قد كان ركني * وفارقني الذي بهم أصول ولكني على ما كان مني * أبلبل صاحبي بما أقول وإن أخاكم في كل يوم * من الأيام محمله ثقيل قال: فأرسل إليه معاوية بجائزة سنية وترضاه.
ثم رجعنا إلى الخبر قال: وبرز رجل من أصحاب معاوية يقال له حجل بن أثال بن عامر العبسي حتى وقف بين الجمعين ثم نادى: يا أهل العراق! من يبارز؟ فما لبث أن خرج إليه ابنه (1)، وكان الابن مع علي رضي الله عنه، والأب مع معاوية، والابن يقال له

(١) في الاخبار الطوال ص ١٧٣ خرج رجل من أهل العراقي يسمى حجل بن أثال وكان من فرسان العرب... فخرج إليه أبوه أثال. وكان من معدوي فرسان أهل الشام. (انظر وقعة صفين ص ٤٤٣).
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر وقعة الماء وهي أول وقعة صفين 5
2 ذكر الوقعة الثانية بصفين 14
3 ذكر ما جرى بعد ذلك من الكلام 51
4 حديث خالد بن المعمر السدوسي 55
5 ثم رجعنا إلى الخبر 56
6 حديث سودة بنت عمارة الهمذانية مع معاوية 59
7 ثم رجعنا إلى الخبر 61
8 حديث أم سنان المذحجية مع معاوية 65
9 ثم رجعنا إلى الخبر من صفين 68
10 ذكر ما جرى من المناظرة بين أبي نوح وذي الكلاع الحميري 71
11 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 81
12 حديث عدي بن حاتم الطائي مع معاوية 82
13 ثم رجعنا إلى الخبر 83
14 حديث الزرقاء بنت عدي الهمذانية مع معاوية 87
15 ثم رجعنا إلى الخبر 89
16 ثم رجعنا إلى الخبر 103
17 حديث عبد الله بن هاشم مع معاوية 124
18 ثم رجعنا إلى الخبر 126
19 ذكر مقتل عبيد الله بن عمر بن الخطاب 128
20 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 131
21 خبر عرار بن الأدهم 141
22 ذكر ما جرى من الكتب بين علي بن أبي طالب وبين معاوية وعمرو بن العاص وابن عباس لما عضهم سلاح أهل العراق 149
23 ذكر مقتل عمار بن ياسر رحمه الله 158
24 ذكر القوم الذين أنفذهم معاوية إلى علي بن أبي طالب يكلمونه في ضع الحرب 168
25 ذكر تحريض أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على القتال 171
26 ذكر تحريض معاوية أصحابه على القتال 172
27 ذكر الواقعة الخميسية وهي وقعة لم يكن بصفين أشد منها وصفة ليلة الهرير 174
28 ذكر صفة ليلة الهرير 180
29 ذكر رفع المصاحف على رؤوس الرماح 181
30 ذكر امتناع القوم من القتال 182
31 ثم رجعنا إلى الخبر 188
32 ذكر ما كان بعد ذلك بينهم من المكاتبة 191