كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٣ - الصفحة ١٤١
ابن أختنا غضب لنا لما كان من كلام ابن ذي الكلاع الحميري، قال: فوثب نعيم بن هبيرة الشيباني فقال: يا معشر ربيعة! لا تغتروا بمقالة عمرو بن العاص لكم، فكما حرضكم على أصحاب معاوية فكذلك قد حرض أصحاب معاوية عليكم، فاعلموا ذلك، ثم أنشأ يقول في ذلك:
تمنت رجال ود عمرو سفاهة * وفي وده والراقصات لنا الفنا أراد ورب البيت حقا فناءنا * وقال لهم مثل الذي قاله لنا يقول له دين ودنيا قليلة * وفي الدين يا بن العاص فيه لنا غنا فإن تك دنيا لا تدوم أخذتها * بدينك فاصبر عند مختلف القنا فلا تقبلوا منه الذي جاءكم به * فإن ابن عاص الله ما زال مفتنا إلى الله إلا أن صدرك واغر * وإن ابن هند واغر الصدر بالقنا قال: فدنا (1) القوم بعضهم من بعض، وجعل علي يقول لأصحابه: تقدموا على بركة الله وعليكم بالسكينة والوقار، وسيما الخير وزينة الإسلام، فإنكم إنما تقاتلون ابن آكلة الأكباد والأبتر ابن الأبتر (2) والوليد بن عقبة شارب الخمر المجلود في الإسلام (3)، وقبل اليوم ما قاتلوني وشتموني وأنا إذ ذاك أدعوهم إلى الهدى ودين الحق، وهم يدعونني إلى عبادة الأصنام، إن هذا لخطب جليل، إن فساقا كانوا عندنا غير مرضيين وعلى الإسلام وأهله متهمين، قد خدعوا شطرا من هذه الأمة، فأشربوا قلوبهم حب الفتنة، واستمالوا أهواءهم بالكذب والبهتان حتى نصبوا لنا الحرب، وجدوا في إطفاء نور الله، والله متم نوره ولو كره الكافرون، اللهم أقلل حدهم وشتت كلمتهم! فإنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت.
خبر غرار بن الأدهم قال: وخرج رجل من أهل الشام يقال له غرار بن الأدهم، ولم يكن بالشام رجل أفرس منه ولا أقدم في الحرب، فجعل يجول بين الصفين ويطلب البراز، فعرفه (4) الناس فتحاموه ولم يخرجوا إليه. قال: فبينا هو كذلك إذ نظر إليه رجل من

(1) بالأصل: فدنوا.
(2) يريد: عمرو بن العاص.
(3) مر ذلك، راجع سبب عزله عن ولاية الكوفة.
(4) بالأصل: فعرفوا. خطأ.
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر وقعة الماء وهي أول وقعة صفين 5
2 ذكر الوقعة الثانية بصفين 14
3 ذكر ما جرى بعد ذلك من الكلام 51
4 حديث خالد بن المعمر السدوسي 55
5 ثم رجعنا إلى الخبر 56
6 حديث سودة بنت عمارة الهمذانية مع معاوية 59
7 ثم رجعنا إلى الخبر 61
8 حديث أم سنان المذحجية مع معاوية 65
9 ثم رجعنا إلى الخبر من صفين 68
10 ذكر ما جرى من المناظرة بين أبي نوح وذي الكلاع الحميري 71
11 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 81
12 حديث عدي بن حاتم الطائي مع معاوية 82
13 ثم رجعنا إلى الخبر 83
14 حديث الزرقاء بنت عدي الهمذانية مع معاوية 87
15 ثم رجعنا إلى الخبر 89
16 ثم رجعنا إلى الخبر 103
17 حديث عبد الله بن هاشم مع معاوية 124
18 ثم رجعنا إلى الخبر 126
19 ذكر مقتل عبيد الله بن عمر بن الخطاب 128
20 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 131
21 خبر عرار بن الأدهم 141
22 ذكر ما جرى من الكتب بين علي بن أبي طالب وبين معاوية وعمرو بن العاص وابن عباس لما عضهم سلاح أهل العراق 149
23 ذكر مقتل عمار بن ياسر رحمه الله 158
24 ذكر القوم الذين أنفذهم معاوية إلى علي بن أبي طالب يكلمونه في ضع الحرب 168
25 ذكر تحريض أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على القتال 171
26 ذكر تحريض معاوية أصحابه على القتال 172
27 ذكر الواقعة الخميسية وهي وقعة لم يكن بصفين أشد منها وصفة ليلة الهرير 174
28 ذكر صفة ليلة الهرير 180
29 ذكر رفع المصاحف على رؤوس الرماح 181
30 ذكر امتناع القوم من القتال 182
31 ثم رجعنا إلى الخبر 188
32 ذكر ما كان بعد ذلك بينهم من المكاتبة 191