كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٣ - الصفحة ٢١
المسلمين، وندعوك إلى أفضل الناس سابقة وأحسنهم في الاسلام أثرا، وقد اجتمع الناس إليه، وأرشدهم الله تعالى بالذي رأوا، (1) فاتق الله يا معاوية وانته (1) عما قد أزمعت عليه من قبل أن يصيبك الله وأصحابك بما أصاب به أنصار الجمل، فقال معاوية: كأنك إنما جئت متهددا، كلا والله يا عدي! إني لابن صخر بن حرب ما يقعقع لي بالشنان (2)، أما إنك من المجلبين على عثمان وأنا أرجو (أن تكون) (3) ممن يقتله الله! قال: فأراد عدي إجابته فسبقه شبث (4) بن ربعي فقال: يا معاوية!
لقد أتيناك فيما يصلحنا وإياك، فصرت تضرب لنا الأمثال التي لا ينتفع بها أحد.
قال: ثم تكلم يزيد بن قيس فقال (5): يا معاوية! إننا لم نأتك إلا لنبلغ ما بعثنا به ونؤدي عنك ما نسمعه منك، وإن صاحبنا هو من قد عرفته وعرفه المسلمون، وإننا والله ما رأينا رجلا قط أعمل بالتقوى ولا أهدى في الدين ولا أجمع خصال الخير كلها منه.
قال معاوية: إنكم قد دعوتم إلى الطاعة والجماعة، فأما الجماعة التي دعوتم إليها فنعما هي! وأما الطاعة لصاحبكم فإننا لا نراها واجبة علينا، لان صاحبكم قتل خليفتنا وفرق جماعتنا وهو يزعم أنه لم يقتل ولم يأمر، ونحن لا نرد ذلك عليه غير أن قتلة صاحبنا عنده، فليدفعهم إلينا لنفديهم (6) بصاحبنا ونحن نجيبكم إلى الطاعة والجماعة.
قال شبث (4): لو مكنت من عمار بن ياسر هل كنت قاتله؟ فقال معاوية: وما يمنعني من قتله؟ والله! لو قدرت على ابن سمية لما قتلته بعثمان ولكني كنت أقتله بناتل مولى عثمان بن عفان، فقال شبث (4) بن ربعي: إذا والله ما عدلت يا معاوية!
ووالله لا تصل إلى قتل عمار أو ترى الهامات وقد ندرت عن الكواهل وتضيق عليك

(1 - 1) العبارة في الطبري 6 / 3 فلم يبق أحد غيرك وغير من معك فانته يا معاوية.
(2) الشنان: جمع شن، وهو القربة الخلق. وهم يحركون القربة البالية إذا أرادوا حث الإبل على السير لتفرع وتسرع (الميداني 2 / 191).
(3) عن الطبري.
(4) بالأصل: شبيب خطأ.
(5) انظر مقالته في الطبري 6 / 3.
(6) الطبري: فلنقتلهم به.
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر وقعة الماء وهي أول وقعة صفين 5
2 ذكر الوقعة الثانية بصفين 14
3 ذكر ما جرى بعد ذلك من الكلام 51
4 حديث خالد بن المعمر السدوسي 55
5 ثم رجعنا إلى الخبر 56
6 حديث سودة بنت عمارة الهمذانية مع معاوية 59
7 ثم رجعنا إلى الخبر 61
8 حديث أم سنان المذحجية مع معاوية 65
9 ثم رجعنا إلى الخبر من صفين 68
10 ذكر ما جرى من المناظرة بين أبي نوح وذي الكلاع الحميري 71
11 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 81
12 حديث عدي بن حاتم الطائي مع معاوية 82
13 ثم رجعنا إلى الخبر 83
14 حديث الزرقاء بنت عدي الهمذانية مع معاوية 87
15 ثم رجعنا إلى الخبر 89
16 ثم رجعنا إلى الخبر 103
17 حديث عبد الله بن هاشم مع معاوية 124
18 ثم رجعنا إلى الخبر 126
19 ذكر مقتل عبيد الله بن عمر بن الخطاب 128
20 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 131
21 خبر عرار بن الأدهم 141
22 ذكر ما جرى من الكتب بين علي بن أبي طالب وبين معاوية وعمرو بن العاص وابن عباس لما عضهم سلاح أهل العراق 149
23 ذكر مقتل عمار بن ياسر رحمه الله 158
24 ذكر القوم الذين أنفذهم معاوية إلى علي بن أبي طالب يكلمونه في ضع الحرب 168
25 ذكر تحريض أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على القتال 171
26 ذكر تحريض معاوية أصحابه على القتال 172
27 ذكر الواقعة الخميسية وهي وقعة لم يكن بصفين أشد منها وصفة ليلة الهرير 174
28 ذكر صفة ليلة الهرير 180
29 ذكر رفع المصاحف على رؤوس الرماح 181
30 ذكر امتناع القوم من القتال 182
31 ثم رجعنا إلى الخبر 188
32 ذكر ما كان بعد ذلك بينهم من المكاتبة 191