الحرب، وجعل (1) الناس يعقلون ويسبقون ويسرجون ويوثقون آلات، فأنشأ الأشتر و هو يقول (2):
قد دنا الفضل للصباح وللسلم * رجال وللحروب رجال فرجال الحروب كل خدب * مقحم لا يهيجه (3) الأهوال يضرب الفارس المدجج (4) في النقع * إذا فل في الوغى الأكفال (5) يا بن هند شد الحيازيم للموت * ولا يذهبن بك الآمال إن في الصبح إن بقيت لأمر * يتعوذ من شره الأبطال (6) فاصبروا للطعان بالأسل السمر * وضرب يجري به الأمثال إن تكونوا قتلتم البقر (7) البيض * وغالت أولاكم الآجال فلنا مثلهم وإن عظم الخطب * قليل أمثالهم أبدال يحصبون الوشيح في رهج النقع * وللموت بينهم أذيال طلبوا الفوز في المعاد وفي ذا * يستهان النفوس والأموال قال: فكان معاوية إذا ذكر هذا الشعر يقول: شعر منكر قاله فارس العراق.
ذكر الواقعة الخميسية وهي وقعة لم يكن بصفين أشد منها وصفة ليلة الهرير قال: وأصبح الناس وطلعت الشمس وذلك في يوم الخميس، ودعا علي رضي الله عنه بدرع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلبسه وبسيف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتقلده وبعمامة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاعتجر بها، ثم دعا بفرس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاستوى عليه (8)، وجعل