إمتاع الأسماع - المقريزي - ج ٥ - الصفحة ١٧٥
أيديهم، ثم قال: أسقهم، فجئت بذلك العس فشربوا حتى رووا منه جميعا، وأيم الله الذي نفسي بيده، إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله.
فلما أراد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يكلمهم، بدره أبو لهب إلى الكلام فقال: يا قوم! لقد سحركم صاحبكم، فتفرق القوم ولم يكلمهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال الغد: يا علي، إن هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت [من القول] (١)، فتفرق القوم قبل أن أكلمهم، فعد لنا من الطعام مثل ما صنعت، ثم اجمعهم لي، قال:
ففعلت ثم جمعتهم، ثم دعا بالطعام فقربته لهم كما فعل بالأمس، فأكلوا حتى ما [بقي] (١) لهم منه حاجة، ثم قال أسقهم، فجئت بذلك العس فشربوا حتى رووا منه جميعا، ثم تكلم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (٢).
وخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، عن شريك، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عباد بن عبد الله الأسدي، وعبد الله بن عباد الأسدي عن علي رضي الله عنه قال: لما نزلت: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾ (3)، قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

(١) زيادة للسياق من (دلائل أبي نعيم).
(٢) (دلائل أبي نعيم): ٢ / ٤٢٥ - ٤٢٦، الفصل الثاني والعشرون في ربو الطعام بحضرته وفي سفره، لإمساسه بيده ووضعها عليه، حديث رقم (٣٣١)، قال محققه: وفيه عبد الغفار بن قاسم، رافضي، ليس بثقة، قال عنه ابن المديني: كان يضع الحديث، وقال الهيثمي بعد أن أخرج نحو حديث الباب: رواه البزار واللفظ له، وأحمد في (المسند) باختصار شديد: ١ / ١٧٨، حديث رقم (٨٨٥)، مسند علي بن أبي طالب، ٢ / ٦٣٧، حديث رقم (٨١٩٧)، مسند أبي هريرة، ٣ / ٣٢٥، حديث رقم (١٠٣٤٧)، مسند أبي هريرة أيضا، ٦ / ٥١، حديث رقم (٢٠٠٨٢) من حديث قبيصة بن مخارق، البيهقي في (السنن الكبرى): ٦ / ٢٨٠، باب الوصية للقرابة، من كتاب الوصايا، ٣٧١، كتاب قسم الفئ والغنيمة باب إعطاء الفئ على الديوان ومن يقع به البداية.
وأما ما تكلم به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقد ذكره كل من الإمام أحمد في (المسند) على النحو السابق، والإمام البيهقي في (السنن الكبرى) ولفظه: يا معشر قريش، اشتروا أنفسكم من الله، لا أغني عنكم من الله شيئا، يا بني عبد مناف، لا أغنى عنكم من الله شيئا، يا عباس بن عبد المطلب، لا أغني عنك من الله شيئا، يا صفية عمة رسول الله، لا أغني عنك من الله شيئا، يا فاطمة بنت محمد سلين ما شئت، لا أغني عنك من الله شيئا.
رواه البخاري في (الصحيح) عن أبي اليمان، وأخرجه مسلم من وجه آخر عن الزهري. وهذا الحديث حجة في دخول بني الأعمام في الأقربين.
والعس: القدح الكبير.
(٣) الشعراء: ٢١٤.
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»
الفهرست