منها، ولا يمكن ذلك فيها، بل لا يوجد في القرآن كلمة تحتمل أن يقرأ على سبعة أحرف إلا قليلا، مثل: ﴿وعبد الطاغوت﴾ (١) و ﴿تشابه علينا﴾ (٢) و ﴿عذاب بئيس﴾ (3) ونحو ذلك، وذلك يسير جدا، وهذا بين واضح يغني عن الإكثار منه.
وأما حديث أبي بن كعب رضي الله عنه فخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي، وقاسم بن أصبغ، وعدة من الحفاظ. فلمسلم من حديث إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن جده عن أبي ابن كعب قال: كنت في المسجد فدخل رجل يصلي، فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فلما قضينا الصلاة دخلنا [جميعا] (4) على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ودخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه، فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرءا، فحسن النبي صلى الله عليه وسلم شأنهما، فسقط في نفسي من التكذيب، ولا إذ كنت في الجاهلية.
فلما رأى رسول الله ما قد غشيني، ضرب في صدري ففضت عرقا، وكأنما أنظر إلى الله عز وجل فرقا، فقال لي: يا أبي! أرسل إلي عن اقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هون على أمتي، فرد إلي الثانية أن اقرأه على حرفين، فرددت إليه أن هون على أمتي، فرد إلي الثالثة أن اقرأه سبعة أحرف، فلك بكل ردة رددتكها مسألة تسألنيها، فقلت: اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم ترغب إلي الخلق كلهم حتى إبراهيم (5).
وله من حديث شعبة، عن الحكم عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن أبي بن كعب، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة (6) بني غفار، قال: فأتاه جبريل عليه .