المرأة الواحدة يحيض معها ويمرض معها، وصاحب المرأتين بين نارين يشتعلان، وصاحب الأربعة قرير العين، وكان يتزوج أربعة معا ويطلقهن معا، وقال عبد الله بن نافع الصائغ أحصن المغيرة ثلاثمائة امرأة. وقال غيره: ألف امرأة وقيل مائة امرأة. وقيل ثمانين امرأة.
جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار الخزاعية المصطلقية وكان سباها رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة المريسيع، وهي غزوة المصطلق، وكان أبوها ملكهم فأسلمت فأعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوجها، وكانت قد وقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس وكاتبها فأتت رسول الله تستعينه في كتابتها فقال: " أو خير من ذلك "؟ قالت: وما هو يا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: " أشتريك وأعتقك وأتزوجك " فأعتقها فقال الناس أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقوا ما بأيديهم من سبي بني المصطلق نحوا من مائة أهل بيت، فقالت عائشة: لا أعلم امرأة أعظم بركة على أهلها منها. وكان اسمها برة فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية. وكانت امرأة ملاحة - أي حلوة الكلام - توفيت في هذا العام سنة خمسين كما ذكره ابن الجوزي وغيره عن خمس وستين سنة، وقال الواقدي: سنة ست وخمسين رضي الله عنها وأرضاها، والله أعلم.
سنة إحدى وخمسين فيها كان مقتل حجر بن عدي بن جبل بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكبر (1) بن الحارث بن معاوية (2) بن ثور بن بزيغ بن كندي الكوفي، ويقال له حجر الخير، ويقال له حجر بن الأدبر، لان أباه عديا طعن موليا فسمي الأدبر، وهو من كندة من رؤساء أهل الكوفة، قال ابن عساكر: وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسمع عليا وعمارا وشراحيل بن مرة، ويقال شرحبيل بن مرة.
وروى عنه أبو ليلى مولاه، وعبد الرحمن بن عباس، وأبو البختري الطائي. وغزا الشام في الجيش الذين افتتحوا عذراء (3)، وشهد صفين مع علي أميرا، وقيل بعذراء من قرا دمشق، ومسجد قبره بها معروف. ثم ساق ابن عساكر بأسانيده إلى حجر يذكر طرفا صالحا من روايته عن علي وغيره، وقد ذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة من الصحابة، وذكر له وفادة، ثم ذكره في الأول من تابعي أهل الكوفة. قال: وكان ثقة معروفا، ولم يرو عن غير علي شيئا. قال ابن عساكر: بل قد روى عن عمار وشراحيل بن مرة، وقال أبو أحمد العسكري: أكثر المحدثين لا يصححون له صحبة، شهد القادسية وافتتح برج عذراء، وشهد الجمل وصفين، وكان مع علي حجر الخير وهو حجر بن عدي هذا - وحجر الشرف - وهو حجر بن يزيد بن سلمة بن مرة - وقال المرزباني: